منذ وعيت على الدنيا وأنا أشجع البرازيل ولهذا التشجيع أسبابه فكل أبناء المنطقة كانوا برازيليين لأننا فتحنا عيوننا عليهم وعلى مدربيهم أمثال تيلي سانتانا وزاجالو وكارلوس البرتو بيريرا التي قادته منطقتنا لتدريب منتخب بلاده والتتويج معه بكأس العالم 1994 بعدما درب الكويت والإمارات ولاحقاً السعودية في كأس العالم 1998. وحتى لا أظلم بقية المدربين ولكني لا أعتقد أنهم وصلوا لمرحلة رينوس ميكيلز أو جاس هيدينك اللذين غيرا من وجه كرة القدم العالمية، فالأول اخترع الكرة الشاملة التي رأيناها في المنتخب الهولندي في كأسي العالم 1974 و 1978 مع كرويف ونيسكينز وريب ثم انتشرت في العالم، والثاني تمكن من منتخبات صغيرة من صناعة فوارق كبيرة، وهو ما يؤكد هيمنة المدرسة الأوروبية في التدريب على نظيرتها اللاتينية، والدليل منطقتنا نفسها التي كان معظم مدربيها من البرازيل وبات غالبيتهم الآن من أوروبا. ومع أن البرازيل توجت بكأس العالم مع سكولاري ولكني لا أعتقد أنه مدرب (فلتة) مثله مثل دونجا وزيكو وتيتي، الذي لم يترك أية بصمة في كأس العالم الأخيرة رغم وجود مواهب كبيرة في تشكيلته وخرج بعد أن كان المنتخب كالعادة مرشحاً للقب ولكنه خرج مبكراً جداً جداً، ولم يستفد من خروج منافسين أقوياء كان يمكن أن يزاحموه على اللقب لاحقاً مثل ألمانيا والبرتغال والأرجنتين ولكن الاتحاد البرازيلي أعلن عن بقاء تيتي الذي استلم المهمة في 2016 حتى 2022 ليصبح المدرب البرازيلي الأول الذي يحتفظ بلقبه، بعد إخفاق المنتخب في نهائيات كأس العالم، منذ التجديد مع كلاوديو كوتينيو بعد مونديال الأرجنتين 1978. بالتأكيد أنا مع الاستقرار الفني والإداري وبالتأكيد لست مع تغيير المدربين وتحميلهم كل المسؤولية، ولكن بالتأكيد فإن الفكر التدريبي البرازيلي نفسه لم يرتق لمستوى التغييرات الكبيرة والهائلة على كرة القدم في العقود الأخيرة حيث لم تعد المهارة وحدها هي الفيصل في النتائج، وهو ما فعله كارلوس آلبرتو باريرا عام 1994 وسكولاري 2002، ولكن ورغم وجود أسماء مبهرة في الكرة البرازيلية إلا إنها لم تعد بعبعاً ولا رقماً يصعب تجاوزه في خريطة الكرة العالمية.