كل هذه النجوم المرفوعة على السواري في الإمارات، هذا الأحمر الزاهي والساطع، العلم الذي كان يوماً يراقبه عشرات الحراس وعسس الليل إذا ظهر في سماء الجزيرة العربية والخليج العربي، تماماً كما يتابع تحركات كتب وأدبيات وأقوال ماو تسي تونغ أو أقوال الجنرال جياب أو كما كان الظل الأسود يلاحق كتب المطابع الروسية.. الصين التي حلم بها الزعيم الراحل ماو بأن تكون حالة خاصة وقوة عظيمة في الشرق، الآن تتجاوز كل تلك الأسوار القديمة وكل الحواجز والسور الحارس القديم.. القدامى رحلوا بخيرهم وأحلامهم، وأيضاً ببعض العثرات، ثم جاءت أجيال جديدة لتكمل المسيرة بأفكار جديدة وتصورات مختلفة عن الماضي، ولتحقق قفزات واسعة، وتطرح فكراً وعملاً يتناسب مع الحياة الجديدة. هذه الصين، عملاق الشرق الآن، وبركان التطور والتجديد الصناعي والتجاري والثقافي والرياضي، تسعى لكي تتجاوز الذين بدأوا قبلها بزمن طويل. الصين الجديدة ترفع العلم الأحمر والنجمة الخفاقة فوق كل ساحة ومحفل. صورة لم يتوقعها القدامى الذين كانوا يمنعون كل شيء: كل كتاب أو فكر.. لكن الصبر على الذي لا يعجبك يوماً، سوف تأتي فوائده لاحقاً. إنها خطوات رائعة وواعية في الإمارات، وقراءة صحيحة وصائبة بأن يكون الترابط والتعاون والعمل مع دولة عظمى مثل الصين التي تمثل قوة مستقبلية، التعاون معها مفتاح للنجاح والتقدم، خاصة في ساحة تسعى لكي تكون رائدة في الشرق العربي. الإمارات بهذه الخطوات القوية تتعاون وتعمل مع بلد يقفز نحو تجاوز من سبقه في المجالات كافة، الإمارات المنفتحة على كل جديد وناجح تؤكد أنها ساعية بقوة إلى العلى في المجالات كافة: العمرانية والتجارية والإنتاجية والثقافية، وولادة هذه المشاريع المشتركة مع الصين هي ضمانة قوية للبناء والتقدم والنجاح. عندما تتأمل الصين وأعمالها الرائدة مع مساحتها الهائلة وعدد سكانها العظيم واختلاف القوميات والمدن وتعدد الشعوب، تدرك أن سرّ النجاح يكمن في الارتكاز على الماضي وعدم حرقه، وعدم العودة إلى الصفر في كل مرحلة، وهو ما نشهده في تجارب كثيرة في عالمنا العربي والعالم الثالث، حيث تتصدر فكرة تهديم المنجز السابق، ومعاقبة الماضي على أعتاب كل سلطة جديدة. وهو ما لم تفعله الصين، وربما علينا أن نستفيد من هذا الدرس الصيني.