- «مرات.. في ناس يتعرضون لك، وأنت في أسوأ حالاتك، كأن تكون مفلساً، والنَّاس كلها سافرت، وأنت جالس وحدك في هالسموم، وما عندك إمكانية لعمل أي شيء عليه القيمة، إلا تتسمع أغاني ميحد حمد القديمة، وتتذكر قصصاً غرامية ضاعت بين تلك الرمال، ويقوم واحد من جمهورية شبه مستقلة ولا تثق في دستورها، وغير بعيدة عن نيجيريا، ويرسل لك إيميل يريد أن يبيع مصنعاً لإنتاج البلاستيك، مع إمكانية بيع خطوط الإنتاج مجزأة، إذا كانت لديك الرغبة أكيدة في الاستثمار في هذا الجانب التجاري الناجح أو أقلها يطرح عليك المشاركة بنسبة مناصفة، على أساس منك المال ومنه العيال»! - «أتفه مباراة يمكن للإنسان مشاهدتها هي مباراة المركز الثالث والرابع، والتي عادة ما تحدث الظهر في شمس قائظة، بحيث تشعر بتسلل خيط العرق خلف الأذن منحدراً بهدوء مزعج، مباراة ضائعة في وقت ضائع، والنَّاس غافلة عنها، وتتغافل إذا ما أحد ذكّرهم بها، حتى المدربون غير مقتنعين بها، ولا يتمنونها أن تحدث في مشوارهم الرياضي، ولو كان غير مشرف، أما اللاعبون فتجدهم كمن يخوض في عامد فلج، وهي بالنسبة للجمهور، أشبه بفيلم ممل تراه للمرة الثانية في قاعة جهاز التكييف فيها لا يعمل بطاقته القصوى، محدثاً رطوبة غير مستحبة مع السجاد»! - «لأول مرة أعرف أن الناس يصنفون على حسب البلدان التي فيها يصيفون، فجماعة البوسنة وتركيا يختلفون عن جماعة ألمانيا والنمسا، والذين بالتأكيد أوضاعهم تختلف عن جماعة مصر والهند، وهناك أهل جنوب شرق آسيا الذين لا يتساوون مع جماعة باريس وجنيف ولندن، أما أميركا وزوار الجزر البعيدة فهؤلاء خارج التصنيف، الله يعيننا، ويعين الناس في المجتمعات الجديدة الهشة الذين يحبون التمايز كضرورة اجتماعية، وكأنها ضريبة تفرضها مجتمعات الاستهلاك، والله ما أدري وين رايحين خاصة في ظل وجود منصات تواصل اجتماعي غبي، ومخترق من جهلاء، ومن قليلي الوعي»! - «ما أدري ليش النسوان في الشتاء يختلفن عن النسوان بعد إجازة الصيف، بعضهن والله ما تعرفهن، وتقول للواحدة: والله أشبّهك على فلانة تشتغل ويانا، في نسوان منتفخات غامقات في الشتاء، منحوتات لامعات في الصيف، في نسوان تخصص تطعيز إبَرّ، إبْرَّة في الجفن هذه عن عين الحسود، وإبْرّة في الغز لزوم السناب والهز، وإبْرّة لزوم خلع خيوط كليوبترا، وإبْرّة جديدة لحد بكرا أسمها تكساس، وين هالنسوان رايحات؟ والله البراقع كانت ساترات»!