بعيداً عن كأس العالم ونتائجه الغريبة العجيبة، وبعيداً عن التوقعات والمفاجآت، أجد أن من الضروري الحديث عن النجوم الكبار في العالم، وضرورة حمايتهم من العنف الذي يتعرضون له، مما يضطرهم أحياناً للمبالغة «وليس التمثيل»، في ردود الفعل، ويجب أن نتفق أولاً على التفريق بين المبالغة في ردة الفعل والتمثيل، لأن النجوم الكبار برأيي لا يحتاجون للتمثيل، ولكنهم أحياناً يقومون به لأنهم بشر أولاً وأخيراً، والتمثيل من طبيعة البشر. أسطورة البرازيل رونالدو دافع عن ابن بلده نيمار الذي قضى 14 دقيقة على الأرض مصاباً حسب إحصاءات بعض المواقع، ولكن عندما نقول «نيمار»، فنحن نتحدث عن قيمته ربع مليار يورو مثله مثل كريستيانو رونالدو وميسي وبوجبا، دفعت فيهم أنديتهم أموالاً طائلة، وهم بضاعة ثمينة جداً تدر بالمقابل مئات الملايين، من ريوع القمصان والتذاكر والإعلانات والمباريات الاستعراضية، وعشرات أبواب المداخيل المادية المربحة، وبالتالي حمايتهم أمر لا يفيدهم شخصياً فقط، بل يفيد أنديتهم ودولهم، وحتى كرة القدم العالمية. ولنتذكر أن غياب نيمار عن بلاده في كأس العالم الأخيرة، عاد عليها بأسوأ نتيجة في تاريخها، ونتذكر أنه قبل نهائي كأس العالم بفرنسا 1998، سمعنا عن عارض أصاب رونالدو نفسه الذي يدافع عن نيمار وبرغم مشاركته، ولكن المنتخب كان شبحاً للمنتخب الذي نعرفه، وخسر بالثلاثة أمام رفاق زيدان. وبالطبع أنا لا أطالب بتطبيق قوانين كرة السلة على كرة القدم التي تعتمد على اللعب الرجولي أحياناً كثيرة، ولكن بالوقت نفسه يجب لجم محاولات الأقل مهارة من عرقلة وإصابة الأعلى كعباً وحرفنة، لأن الأضعف لا يستطيع أحياناً إيقاف الأقوى سوى بالعنف، وشاهدنا مافعله راموس بمحمد صلاح، وكيف أثرت الإصابة على معنويات ونفسيات أمة بأكملها، وكيف تضرر المنتخب في كأس العالم، وتمكن راموس من الهرب منها حتى بدون إنذار، وسط حالة من تبريرات عشاق الريال لفعلته التي وصفوها بالمشروعة، بل حتى اتهموا محمد صلاح بالمبادرة بالعنف. لن أدخل هنا في متاهة التبريرات العاطفية، لكل ما هو غير مشروع في الحياة، ولكني أتمنى فعلاً إيجاد آليات تحمي النجوم، وبالوقت نفسه التأمين على مستقبلهم من الإصابة لدى أهم وكالات التأمين المحلية أو العالمية، فأرجلهم هي مصدر رزقهم، وحمايتهم واجبة أيضاً على أنديتهم.