من الذي لا يحب مارادونا، سؤال يتبادر إلى الذهن، وأنت تتابع حالة التناقض التي يعيشها النجم الأسطوري، المثير للجدل في كل زمان ومكان. قبل 32 عاماً دخل دييجو تاريخ كرة القدم، عندما حمل بمفرده أحلام وطموحات كرة بلاده في مونديال 1986، وقادها إلى اعتلاء قمة الكرة العالمية بمهاراته «العبقرية»، وبعدها تحوّل إلى صفوف فريق نابولي الإيطالي، بعد تجربة قصيرة مع «البارسا»، ليحقق مع الفريق الإيطالي كل المجد، محلياً وأوروبياً، ما دفع نابولي إلى الإعلان أن رقم 10 الذي كان يرتديه مارادونا مرفوع نهائياً من الخدمة! كل تلك النجاحات، لم يلوثها سوى تلك السلوكيات السلبية التي شغلت الدنيا، واحتلت مساحات كبيرة في «الميديا»، خاصة أنها لا تليق بقيمة وقامة النجم الكبير، فمن «حالة الغش» الكروي التي كان بطلها في مونديال 1986 عندما سجل هدفاً بيده في مرمى بيتر شيلتون حارس إنجلترا، وحرص بعد تلك الواقعة بـ29 عاماً على زيارة الحكم علي بن ناصر الذي أدار تلك المباراة في منزله بتونس، وأهداه قميص منتخب الأرجنتين، وعليه توقيعه الشخصي. وبعد عدة سنوات، دخل مارادونا في أزمة كبيرة مع «الفيفا»، عندما وصفه بأنه مجرد «عصابة» تدير كرة القدم، وذلك تعقيباً على احتساب الحكم المكسيكي كوديسال ركلة جزاء لألمانيا ضد الأرجنتين في نهائي 1990 سجل منها إندرياس بريمة هدف المباراة الوحيد، كما تم توقيفه لمدة 15 شهراً عام 1991 لتعاطيه الكوكايين، وفي مونديال 1994 تم استبعاده من البطولة بعد ثبوت تعاطيه مادة الإيفيدرين المحظورة، لينتهي مشواره مع منتخب بلاده بعد 17 عاماً سجل خلالها 34 هدفاً في 91 مباراة. وبعد تولي جوزيف بلاتر رئاسة المنظمة الدولية لم تتوقف «الحرب الباردة» بين مارادونا و«الفيفا»، إلى أن جاء السويسري إنفانتينو، فاهتم بشكل واضح بتكريم «الأساطير» في شتى المناسبات، وعلى رأسهم دييجو مارادونا الذي بات أحد سفراء «الفيفا» في المونديال الروسي، مقابل 10 آلاف دولار في كل مباراة يحضرها بالبطولة، وكل تكاليف السفر والإقامة، ولسوء حظه أن الكاميرا اصطادته، وهو يحتفل بالفوز على نيجيريا، بطريقة غير لائقة تماماً، فما كان من الاتحاد الدولي، إلا أن أخرج له «الكارت الأحمر»، مجرداً إياه من لقب «السفير الشرفي»، مع حرمانه من كل المبالغ التي يستحقها. ويبدو أن مارادونا يأبى إلا أن يبقى «حالة من التناقض» التي لا تجد تفسيراً مقنعاً، والتي جعلته «عدو الصحافة اللدود بالأرجنتين»، عكس بعض النجوم الآخرين الذين يحرصون على أن يكونوا قدوة، داخل الملعب وخارجه!