قبل أن تصيبك الدهشة من هذا العنوان، أبادر وأقول أن كلمة «أريجاتو»،) تعني شكراً باللغة اليابانية، وهو أقل ما يمكن أن نقدمه لـ «الساموراي» الياباني الذي نال إعجاب الجميع، حتى وهو يغادر المونديال مرفوع الرأس، بعد أن شرّف الكرة الآسيوية، ووضع المنتخب البلجيكي، بكل نجومه تحت ضغط هائل، إذ تقدم في الشوط الثاني بهدفين نظيفين، جعلا الكثيرين يظنون أن الطريق بات ممهداً أمام اليابان، لتحقيق إنجاز تاريخي، بالتأهل ضمن الثمانية الكبار، وكانت خبرة نجوم بلجيكا، أبطال أقوى «ريمونتادا» في البطولة حتى الآن، في الموعد، وتمكنوا من قلب الطاولة، في وجه الطموح الآسيوي، وسجلوا ثلاثة أهداف، آخرها كان في الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع عن طريق ناصر الشاذلي، ذي الجذور العربية، وبـ «تمويه» رائعة من «الوحش» لوكاكو، بعد أن سبقه عربي الجذور أيضاً مروان فيلايني بتسجيل الهدف الثاني، بعد لحظات قليلة من مشاركته في المباراة. وإذا كان المنتخب الياباني قد غادر المونديال، بعد أن خذلته الثانية الأخيرة، وحولت مشاركته من «الشهد» إلى «الدموع»، فإن المنتخب البلجيكي الذي تأهل إلى هذا الدور بالعلامة الكاملة، تنتظره مواجهة عاصفة في ربع النهائي مع «السامبا» البرازيلية، ولو نجح «الشياطين الحمر» في تجاوز المأزق البرازيلي فإن الطريق سيكون ممهداً أمامهم للوصول إلى «النهائي الحلم». *** كالعادة، لا يزال «موصلاح» يشغل الجميع في مصر وإنجلترا، فبعد لحظات من تغريدته «إن الأمر لن يمر، ولابد من التغيير»، والتي فسرها الكثيرون على أنها دعوة إلى استقالة اتحاد الكرة بعد الإخفاق المونديالي، تحول الناس إلى متابعة أنباء تجديد عقد صلاح مع ليفربول لمدة 5 سنوات، مقابل 200 ألف إسترليني أسبوعياً، وهو أعلى راتب للاعب في تاريخ ليفربول. والحقيقة أن ليفربول أراد بالعقد الجديد، أن يكافئ نجمه الكبير على إخلاصه وتفانيه في خدمة ناديه، وهو اللاعب الذي استكثر عليه البعض مبلغ 38 مليون يورو نظير انتقاله من روما إلى قلعة «الريدز». والفارق بيننا وبين نادي ليفربول في التعامل مع محمد صلاح، وهو نفس الفارق ما بين الهواية والاحتراف، وإلا ما كنا وضعناه في مآزق سياسية وإعلانية لا قبل له بها، وجاء العقد الأخير ليعيده إلى بؤرة الضوء والتوهج من جديد، لعله يواصل نجاحاته التي وضعته في مكانة عالمية مميزة لم ينقصها سوى الفوز بلقب دوري الأبطال، والتحليق مع منتخب مصر في أدوار متقدمة بكأس العالم. ولسه الأماني ممكنة يا أبا مكة.