بعد الذي حصل للبرتغال والأرجنتين وألمانيا، وخروج الكبار واحداً تلو الآخر، في مونديال العجائب الروسي، وضعت يدي على قلبي، قبل المواجهة البرازيلية المكسيكية، فالأخيرة هي عقدة الأولى، وسبق أن هزمت ألمانيا في هذا المونديال، وهي غير متهيبة من لقاء البرازيل، وبقيت على أعصابي، خاصة مع الخشونة على نيمار، إلى أن انتصر المنطق، أخيراً، في تلك الليلة، ليبقى المنتخب الذي يتساءل الكثيرون عن سبب محبة غالبية العرب له، والجواب بسيط لكون المنطقة بدأت مسيرتها الجدية مع كرة القدم في عصر التألق البرازيلي، وبوجود مدربين كبار، أمثال زاجالو ثم تلميذه كارلوس ألبرتو، وتلك الأيام كانت عصر الجوهرة السوداء بيليه وسحره، مع زملائه جارنيشيا وجيرزينيو وفافا، ناهيك عن قرب الشخصية البرازيلية من العرب، وميلنا نحو اللعب المهاري، أكثر من اللياقي والبدني الذي تمتاز به المدارس الأوروبية. لهذا شجعت البرازيل منذ صغري، ولا يمنع أنني انبهرت بمارادونا ليصبح المنتخب الثاني بعد السامبا، ولكن الفرق أن كل لاعبي البرازيل، في كل مراكزهم يمتعونك ويمنحونك الفرجة الكروية، حتى لو من دون فاعلية تهديفية، فمن يتابعهم يشعر أنهم يرقصون أو يستمتعون باللعب، على غير كل منتخبات الأرض، فلا عجب إن أحببناهم وأحببنا نجومهم من بيليه إلى زيكو وسقراط وريفيلينو وإيدر وفالكاو وجونيور ورونالدينيو ورونالدو وريفالدو وروماريو وكاكا، وانتهاءً بفيرمينهو وسيلفا ونيمار. فالبرازيل ولادة النجوم، بينما الدول الأخرى قد تعطينا الأسماء الكبيرة، ولكن من خلال فواصل زمنية متباعدة. بقاء البرازيل في كأس العالم الروسية بقاء للمنطق الذي فقدناه فيها، وأنا لم ولن اعترض على غياب المنطق في كؤوس العالم، لأن الروتين أيضاً قاتل للمتعة، ومن غير الممتع بقاء الأسماء التقليدية نفسها في الأدوار المتقدمة، ولكن المثل يقول «شيء منه ولا كله»، يعني لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم، وبعبارات أوضح لا أن يبقى كل الكبار ولا أن يخرجوا جميعاً.