- خرج الكبار من بطولة كأس العالم، خرجت فرق كنّا نعدها من الفرق المنافسة على البطولة تاريخاً ولعباً وفناً وتجهيزاً وإعداداً كروياً يليق بها وبسمعتها، ونتائجها القارية والعالمية، لم تبق إلا الفرق الطامحة، وهذا يعد إنذاراً لبقية الفرق التقليدية، في هذه البطولة، حيث إن هناك منتخباً يزحف على بطنه ببطء، ونحو التتويج، وسيشكل اللاعبون الصغار أسماءهم هذه المرة بفخر، ولنا مثلاً في المنتخب الفرنسي والكرواتي ومنتخب الأرغواي، وربما لن تشفع الأرض، ولا الجماهير الغفيرة للمنتخب الروسي، إلا إذا كان هناك حظ فيمن يقابلهم، إما بالتقاعس وإما بالفرق التي ستكون ضده إذا ما كان الطريق سالكاً من أي عقبات لمنتخبات صلبة وعنيدة، لقد انهارت قلعة «ميسي» وتساقط جنود الأرجنتين، لأنهم كانوا مجرد بيادق تلاعب بهم «ميسي» واختياراته في ظل وجود مدرب كان أشبه بمدير فرقة فنية شعبية تتغنى في الطرقات، وانهارت البرتغال، وأصبح «رونالدو» المنقذ، هو الغريق وسط فريق كان يجيد السباحة للمسافات البعيدة، حضرت الأرغواي، وتاه «رونالدو» الذي كان على قصْب السبق مع «ميسي»، حين ضيع الأول ضربة جزاء لحاقاً وتشبهاً بالثاني، وكذلك تبع المنتخب البرتغالي المنتخب الأرجنتيني في الخروج صفر اليدين، وتهاوت قلعة إسبانيا حين عجز اللاعبون عن فعل شيء كان أقرب لفوزهم، أما «ألمانيا» فهزيمتها نكراء، ولا عذر للألمان في شيء، بقيت البرازيل، غير أن هذه البطولة تبدو غير تقليدية، ولا تحبذ الفرق التقليدية العتيدة. - عادي تشوف أفغاني يمشي الساعة الثالثة ظهراً في العين، «خان» قاهر الظروف المناخية، وضد الطبيعة حين تفرض الطبيعة جبروتها، كان في مشيه ظهراً ذاك اليوم القائظ يجلب الشفقة، لكنه لم يكن يلتفت لأي شفقة من المارة، كان يشق طريقه معانداً حرّ العين، ولظى شمسها الحارق، كانت تكفيه أي ريح، ولو كانت ريح السموم ليبلغ مقصده، وقفت أتأمله، وأقول: من أي طينة خلق هؤلاء الناس القساة على أنفسهم، وعلى من حولهم؟ هم رجال الجبال الجرد، ورجال الحرب التي خلقوا من أجلها، سلاماً له ذلك الإنسان الذاهب في سبحانيته، لا ينشد إلا نسمة باردة لا يعرف من أين تأتيه، وغير ظل لشجرة لا يعرف متى يجدها في تلك الصحراء التي تحرق عين الطير في السماء!