الحياة شجرة نحن الذين نضع الثمرات على أغصانها، ونحن الذين نلون أوراقها بالحب، ونحن الذين نمنح طيورها رفرفة الأجنحة، ونحن الذين نمنحها التحليق في فضاءات الحرية والأمن. هكذا تمضي الإمارات في العالم، لوحة ممزوجة باللون البهي، والصورة المبهجة، والصيت الوهاج، والصوت المبهر. تمديد إقامة المطلقة والأرملة لمدة عام هو نافذة نحو تلوين وجدان من اكفهرت الحياة في وجوههم، بالأمل، ووضع ثمرات الفرح على شجيرات مشاعرهم، وأخذهم إلى حيث تكمن الطمأنينة، وبناء منازلهم من طين الكرامة، ومنمنمات النخوة التي لا تلين لعصب، ولا تستكين لنسف، هذه هي الإمارات البيت الكبير، يضم، ويلم، ويزم، كل من وجد نفسه خارج فناء الحياة، ليبدأ حياة جديدة، وأكيدة، وسديدة، مسيجة بدفء الاستضافة، وحسن الإقامة، بين أحضان وطن صار للناس أجمعين النهر الساقي، والصدر الواقي، والشريان المتلاقي، يجمع تلافيفه قدرة الذين يفعلون ما يقولون، ولا يستثنون من بين البشر، أسود من أبيض، ولا فقير من غني، ولا غريب من قريب، الناس هنا سواسية كأسنان المشط، كل له حقه كما عليه واجبه. هذه هي الإمارات القول الفصل في العيش الكريم، لكل من وضعته أقدامه على أرض الخير، وبلاد زايد المنعمة بفضيلة ذوي القيم العالية، والهمم الرفيعة، لا يشكو مقيم من ضيم ولا يئن لاجئ من ألم، فالأرض هنا مروج مشيدة من عطف، ولطف، وسقف مرفوع على أوتاد المشاعر المرهفة، والمبادئ المدنفة بحب الثوابت التي لا تحيد عن الحقيقة، هذه هي الإمارات بنيت على ربوة الأخلاق، وأشواقها زهرات تفوح بعطر الذين امتهنوا حرفة المسؤولية تجاه الإنسان، في أي بقعة كان، والذين أسسوا مشاريعهم الوطنية على قيم الثبات والثقة، والانتماء إلى عالم واحد بيته هذا القلب الذي من دمه يروي شظف من شقوا، وتاقوا إلى موئل يحمي لهفتهم، ويصون كرامتهم، ويحفظ إنسانيتهم، ويمنع عنهم غبار الريح، ويصد عن حياتهم سعار التجريح، ويذهب بهم إلى حيث يكون الإنسان إنساناً، فلا خذلان، ولا انكسار، هنا في الإمارات، يصنع أمن اللاجئ وكرامة المقيم، هنا تبدأ الحياة، حيث تفتح الأكمام بتلاتها لتمضي الزهرات في الوجود، مثل أجنحة سقفها السماء، ومداها كل هذا الاتساع الكوني.