حتى قبل نهاية الدور الأول كان مونديال روسيا يحطم كل الأرقام القياسية، وهو الأكثر إمتاعاً بين سابقيه، ويحب أن نقول كلمة حق بحق المنظمين الروس الذين أبهروا حتى الأميركيين بدقة التنظيم وسلاسة الإجراءات، رغم التهديدات الإرهابية، ووجود ملايين من البشر من كل بقاع الدنيا. وحتى العرب الذين خرجوا جميعهم من الدور الأول، لم يكونوا بذلك الانزعاج، باستثناء المصريين الذين لم يحققوا أي نقطة، وكانوا يتوقعون أداءً أفضل من منتخبهم الذي ضم أفضل لاعب في تاريخ مصر الحديث، وهو محمد صلاح، ولكن يد صلاح وحدها لن تصفق. سميناه مونديال العجايب، لأن الكبار جميعاً تعذبوا وتمرمروا، وبعضهم تبهدلوا مثل ألمانيا، ولهذا بات الكثيرون يعتقدون أننا سنشاهد بطلاً جديداً للعالم، غير الأسماء التقليدية، مع خروج ألمانيا، وعدم تأهل إيطاليا، وسوء شكل فرنسا، وتذبذب مستوى إسبانيا، وعدم الثقة الكاملة بالتشكيلة البرازيلية، جعلت أسهم كرواتيا والبرتغال والمكسيك والسويد ترتفع مع أفضلية أكبر للبرتغاليين بقيادة رونالدو، بينما يعتقد الإنجليز أن منتخبهم الحالي هو الأفضل في التاريخ منذ التتويج باللقب الوحيد عام 1966 في لندن تحديداً. شخصياً أنا برازيلي منذ وعيت على الدنيا، ومع هذا ما زلت أضع يدي على قلبي، كلما لعبوا مهما كانت هوية المنافس، ومع كوستاريكا بقي المنتخب متعادلاً حتى الدقيقة 91، ومع سويسرا خرجت بنقطة ومع صربيا أظهرت معدنها، ولكنها عانت في بعض لحظات اللقاء، ولكني أتمنى وأتوقع أداء أفضل أمام العقدة المكسيكية، فإن تجاوزها البرازيليون فقد يكونون في طريقهم إلى اللقب.. أقول إن وقد وكلها تعابير شرطية ومجازية. في مونديال العجايب قرأت تغريدة عن مواجهة فرنسا بالأرجنتين تقول إن سعر اللاعبين الذين تواجدوا في الملعب وصل إلى مليار و700 مليون يورو، أي 770 حقيبة في كل منها مليون يورو، ولكن من المنصف أن نقول أيضاً إن لاعباً واحداً مثل ميسي درّ على برشلونة أكثر من هذا المبلغ بكثير ولوحده منفرداً.