القيم والمبادئ لا تتجزأ.. تماماً مثلما لا تتجزأ الأخطاء.. المبادئ والأخطاء ليست «مقاسات» لكنها هنا وهناك عنوان لفعل إما جيد أو آخر لا يجب أن يكون، وأسوأ الأخطاء، تلك التي تدبرها مع غيرك لإسقاط آخر.. عندها تصبح مؤامرة، والأخيرة خطيئة. مباراة فرنسا والدنمارك في المونديال، كانت خطيئة حسب بعض وسائل الإعلام العالمية، فهي أول مباراة تنتهي بالتعادل السلبي من بين 44 مباراة كاملة شهدها المونديال الروسي حتى هذه المباراة، وهي النتيجة التي ضمنت للفريقين ما يريدان، فصعدت فرنسا كأول للمجموعة، وتأهلت خلفها الدنمارك في المركز الثاني. وعلى الرغم من أن أستراليا كانت لا زالت لها حظوظ قائمة، وجاءت خسارتها من بيرو بهدفين نظيفين لتلقي بظلالها على الحسابات، إلا أن مواجهة فرنسا أحد أقوى فرق المونديال حتى الآن مع الدنمارك، جاءت في فترات كثيرة أشبه بتمثيلية، الأمر الذي دفع الجماهير الموجودة في ستاد لوجينكي، لإطلاق صافرات الاستهجان والرفض لما يحدث، لا سيما في آخر ربع ساعة تقريباً، حين بدا لاعبو الفريقين، وكأنهم فريق واحد، دونما محاولة هنا أو هناك. يحفل تاريخ المونديال بالمباريات السيئة، لعل أشهرها على الإطلاق «فضيحة خيخون» التي أعقبت مباراة ألمانيا الغربية والنمسا في مونديال 1982، بعد أن تأهلا معاً على حساب المنتخب الجزائري، وحققا نتيجة «بالمقاس» وتوقفا عن اللعب واقعياً في أحد شوطي المباراة، وتأهلا معاً، ليتركا في ثوب المونديال بقعة سوداء، لا زالت باسمهما حتى الآن. هناك أيضاً مباراة أيرلندا وإيطاليا المملة في مونديال 90، ومباراة الأرجنتين وبيرو في دور المجموعات بمونديال 78 والتي أحاط بها الكثير من الجدل، حيث كان التانجو بحاجة للفوز بأربعة أهداف ليتأهل للنهائي، ومنحه المنتخب البيروفي فرصة الفوز بالستة، لتكمل الأرجنتين طريقها إلى اللقب الأول في تاريخها. بالطبع يساهم دور المجموعات في كأس العالم، في إفراز مثل هذه المباريات، خاصة في حالة تأهل فريقين أو ابتعادهما أو حاجتهما لنتيجة معينة، ولكن العالم الآن لم يعد يحتمل مثل هذا «التهريج»، الذي مضى على آخر حادثة منه قرابة ثلاثين عاماً.. وقتها لم تكن الأمور على ما هي عليه، ولا الكرة على ما هي عليه، وصيحات الاستهجان التي أطلقها قرابة 80 ألف مشجع حضروا المباراة باستاد لوجينكي، لا يجب أن تمر، وعلى الاتحاد الدولي لكرة القدم، أن يبحث عن ضمانة لعدم تكرار مثل هذا العبث، الذي لا يجب أن يكون له مكان في أرقى مسابقة لكرة القدم. من المؤكد أن وضع الفريقين، ونتيجة استراليا مع بيرو، ساهم في حالة الفتور التي أحاطت بالمباراة، ولكن ظهور فريقين كبيرين على المسرح، ما كان يجب أن يمضي بهذه الصورة المخزية لهما معاً.. وحتى لو أجرى ديشان مدرب فرنسا ستة تغييرات على تشكيلته الرئيسة دفعة واحدة، فمن دفع بهم هم أيضاً من المنتخب الفرنسي وليسوا «كومبارس» يمثلون اللعب. كلمة أخيرة: ما قيمة كل انتصاراتك.. أن اقترن اسمك بفضيحة؟