من المؤكد أن «كارثة» خروج ألمانيا بطل كأس العالم ستكون الحدث الأبرز في «المونديال الروسي» مهما كان حجم وقيمة المغادرين الكبار الآخرين في المراحل الإقصائية المقبلة، فالحدث جلل كما يقولون، إذ يتعلق بمنتخب حامل اللقب، ولم يتذوق طعم الخروج من الدور الأول منذ 80 عاماً، وهو الأكثر استقراراً على الصعيد الفني على مر التاريخ والأكثر، ترسيخاً لمقولة «المستحيل ليس ألمانياً»، وثاني أكثر المنتخبات تتويجاً بكأس العالم بعد البرازيل، والمشارك في مونديال 2018 بحلم معادلة رقم البرازيل، والفوز بلقب ثالث منتخب في تاريخ المونديال يكسب البطولة للمرة الثالثة على التوالي. كل ذلك، ذهب أدراج الرياح في مباراة مجنونة كان بطلها «شمشون» الكوري الذي قهر الحلم الألماني بهدفين ولا أروع، وكان الهدف الثاني تحديداً، أشبه بـ «رصاصة في قلب» كل ألماني، بعد أن تحول الحلم إلى كابوس، بعد «مهزلة» المكسيك، والفوز على السويد بشق الأنفس. ويا «شماتة» البرازيليين الذين ذاقوا الأمرين من الألمان في البطولة الماضية بالسباعية التاريخية، حتى أن توني كروس نجم منتخب ألمانيا هنأ مواطنيه في بداية العام الماضي قائلاً، 2017 عام سعيد واستبدل رقم واحد بعلم البرازيل، ورقم 7 بعلم ألمانيا، ووجد مشجعو البرازيل خروج ألمانيا من الدور الأول مناسبة سانحة للرد على كروس، ونشروا على صفحاتهم جملة 2018 عام سعيد، واستبدلوا رقم 2 بعلم كوريا، والرقم صفر بعلم ألمانيا! ××× أسقط الفوز الكوري على ألمانيا كل الحسابات والتوقعات التي سبقت المباراة، بما فيها تأكيد مدرب كوريا أن نسبة فوز فريقه على الألمان لا تتجاوز 1%، بينما توقع لوثر ماتيوس نجم ألمانيا التاريخي أن يجمع النهائي ألمانيا والبرازيل! ××× الكوريون سجلوا أفضل نتائج آسيوية في تاريخ المونديال، في كأس العالم 1966 قهر الكوريون الشماليون إيطاليا 1 - صفر، وسط دهشة العالم وتأهلوا للدور الثاني، وفي 2002 هزم الكوريون الجنوبيون كلاً من إسبانيا وإيطالياً ونالوا المركز الرابع في المونديال، وبعد 16 عاماً دخل الكوريون الجنوبيون التاريخ مجدداً، باعتبارهم أول منتخب آسيوي يكسب ألمانيا، والأهم من ذلك أن الألمان في تلك اللحظة هم أبطال العالم! ولن يشفع ليواكيم لوف أنه قاد «المانشافت» للفوز بلقب مونديال 2014، وحصد بطولة القارات بألمانيا عام 2017 بمجموعة من الوجوه الجديدة التي لم ينجح لوف في استثمارها في المونديال الحالي أمام بركان الغضب الألماني. ×××× لا نملك إلا أن نرفع القبعة لنسور نيجيريا الذين «عذبوا» فرقة ميسي، قبل أن يمنحوهم بطاقة التأهل إلى الدور الثاني، بعد أن كان ميسي على بُعد ثلاث دقائق فقط من مغادرة البطولة غير مأسوف على شبابه!