من قال إن العرب سيخرجون خالي الوفاض من مونديال روسيا 2018، ومن قال إن الخسارة ستظل ملازمة لمنتخباتنا العربية الأربعة المشاركة في كأس العالم، هذا الكلام ليس صحيحاً، فاليوم سنكون شاهدين على أول نقاط عربية في روسيا، فقد شاءت الأقدار أن أول نقاط العرب لن تكون سوى على حساب العرب أنفسهم عندما يلتقي المنتخبان السعودي والمصري في ختام مشاركتهما في البطولة، وستضاف 3 نقاط أو نقطتين إلى الرصيد العربي التراكمي المتواضع. فقد خاض العرب منذ مشاركتهم الأولى في البطولة عام 1934 في إيطاليا وحتى ما قبل مباراة اليوم 72 مباراة في 25 مشاركة، ولم تحقق المنتخبات العربية سوى 8 انتصارات و16 تعادلاً، مقابل 48 خسارة، وسجل العرب كلهم 54 هدفاً واهتزت شباكهم 132 مرة، وكان أفضل إنجاز عربي هو الوصول إلى الدور الثاني وتحقق 3 مرات فقط عن طريق منتخبات المغرب والسعودية والجزائر. الظروف تختلف من دولة إلى أخرى، ولا يمكن تحليل ومناقشة مشاكل العرب مجتمعين، صحيح أن لغتنا واحدة وهمنا واحد وفرحنا واحد والمصير مشترك، ولكن ليس من المنطقي تشخيص أسباب تواضع نتائج فريق خليجي في كأس العالم بنفس الطريقة التي نشخص بها تواضع نتائج فريق عربي آخر من شمال أفريقيا، فالبيئة ليست متشابهة وطبيعة المعيشة متباينة، ولكن ما نريد الإشارة إليه أنه رغم هذا الاختلاف والتباين بين مختلف الدول العربية التي شاركت عبر تاريخ المونديال، إلا أنها تتشابه في ضعف المحصلة وتواضع النتيجة وسوء الحال. يختلف اللاعبون العرب من حيث القدرات والإمكانات وطبيعة النشأة، كما أن الظروف مختلفة فيجد البعض الطريق إلى أوروبا حلاً سحرياً لكل مشاكل الحياة، ويعتبره البعض من الكماليات، فما يحصلون عليه في بلدانهم يغنيهم عن متاهة الاغتراب، وما زال في بعض الدول العربية من لا يؤمن بجدوى الاحتراف ولم يطرق أبوابه، كما يوجد لدى البعض قصور في فهم هذا المصطلح وتطبيقه بالشكل الصحيح. ليس هنالك الكثير من العوامل المشتركة بين اللاعب العربي في هذه المنطقة ونظيره في منطقة أخرى، فنحن مختلفون، ولكن هنالك تشابه شديد في سوء المنظومة الإدارية التي قد تكون هي حجر العثرة في طريق تطور كرة القدم العربية، والمسؤولون الذين يتنافسون على خوض غمار الانتخابات، كلهم يحملون نفس الطبائع والصفات، ويتشابهون في سوء التدبير وضحالة الفكر، وهم المتهمون الرئيسيون في الإخفاق الدائم والسقوط المتكرر.