خسر المنتخب البحريني نصف النهائي، وخرج من المنافسة على اللقب مجدداً للمرة الثالثة والعشرين على التوالي.. والسؤال الذي يطرح نفسه متى يفوز «الأحمر» بلقب كأس الخليج، ومتى يزف البشرى على أهله برفع كأس أغلى الكؤوس؟ ثمانية وأربعون عاماً على بداية الفكرة مرت، ومع ذلك البحرين لا تزال بدون بطولة خليجية.. كل مرة يتجدد الأمل ولا يتحقق شيء.. كل مرة تتفاءل الجماهير، ويعود المنتخب خالي الوفاض.. كل مرة يعتقد البعض أن الوعد سيتحقق، ولكنه يعود إلى المنامة كما كان. كنت أتمنى أن يفوز البحرين، لو مرة على الأقل، كي يفرح عراب البطولة وحكيمها.. الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة.. أحبهم وأحب بلدهم، وكنت أريد أن أرى فرحة في عيون هذا الرجل العظيم الذي غيبه المرض عن البطولة، للمرة الأولى، وشكل عدم حضوره فراغاً كبيراً في هذا الحدث. البحرين غابت عن النهائي وخسرت البطولة، رغم أنها صاحبت فكرة التنظيم والتجمع وأسست الكأس، ورغم أنها أول من استضافت البطولة وأسهمت في بقائها وإثرائها وترسيخها، ولكنها للأسف لم تصعد المنصة يوماً لتحقق اللقب. اليوم الجمهور سيغلق الملف، مثلما فعلت كل الأجيال البحرينية، منذ ما يقارب نصف قرن، منذ هدف سالمين حتى اليوم، يغلق الملف حزناً وألماً ودمعاً، لأن هذا الحلم كل مرة يبتعد، وكل مرة يتبدد، وكل مرة يتحول إلى سراب بل كابوس. منذ جيل سالمين ورفاقه وزويد وبوشقر وشريدة وحمود سلطان وعدنان ضيف وعبدالرزاق محمد وسامي الحايكي، وجاء سالمين الابن وطلال يوسف و«عيال حبيل»، وغيرهم من الجيل الذي اقترب من تحقيق كل الأحلام، ولكنه غادر محملاً خلفه مزيداً من الأسى. البحرين والخليج قصة حب، ولكنها مؤلمة وحزينة.. قصة حب نقية، ولكنها لم تنته بفرحة البطولة والكأس، اليوم «الأحمر» خسر بالأمس أمام عُمان، وعاد إلى المنامة ليترك خلفه نهاية مشابهة لكل النسخ. كلمة أخيرة طالما هناك عمل.. فهناك أمل!