لا أريد أن أكون متشائماً ولا مبرراً ولا جالداً للذات ولا مدافعاً ولا منتقداً لأحد، بل أريد أن أوضح حقيقة واحدة، وهي غالبية الدول العربية بعيدة كل البعد عن قصة المنافسة العالمية، وتبقى حدودنا القارية وتاريخ مشاركاتنا في كؤوس العالم شاهداً، وقد يزعل البعض من الأمثلة التي سأذكرها، ولكن هي حقائق مسجلة في سجلات «الفيفا» والتاريخ. فصاحب أول مشاركة عربية في كؤوس العالم، كان المنتخب المصري، وشارك في إيطاليا 1934، وسجل هدفين، ثم بعدها بـ 56 سنة في إيطاليا أيضاً وسجل هدفاً يتيماً، بقي حديث الناس لـ 28 سنة، عندما سجل محمد صلاح الهدف الثاني، ومن علامة الجزاء مثل هدف عبدالغني. مصر بطلة أفريقيا سبع مرات، منها ثلاث متتالية، ولكن نتائج الأفارقة أفضل بكثير إن كان الكاميرون أو نيجيريا أو غانا أو كوت ديفوار. تونس التي كانت آخر الخارجين العرب - ما لم تحدث معجزة- بخسارة ثقيلة من بلجيكا، هي صاحبة أول انتصار عربي في كؤوس العالم على المكسيك في الأرجنتين عام 1978 بقيت أقصى طموحاتها دور الـ 16، مثلها مثل المغرب التي كانت أول دولة عربية تتصدر مجموعتها وتتأهل لدور الـ 16 في المكسيك 1986، وهي برأيي المتواضع صاحبة أفصل أداء وسجل من بين كل العرب الذين تأهلوا للنهائيات، وهي أفضلهم في روسيا. الأخضر السعودي تألق في مشاركته الأولى في أميركا 1994، وفاز وسجل وتأهل، ولكنه من بعدها لم يترك أي بصمة مثله، مثل العراق والكويت والإمارات، ولا أعتقد أن القصة قصة إمكانات ومنشآت وبنى تحتية أو مواهب بشرية أو احتراف، فهناك دول مثل آيسلندا قليلة السكان، ولا محترفين حقيقيين فيها، ووصلت وقدمت أداءً مشرفاً، وهناك دول أفريقية فقيرة جداً، تقدم مستويات أفضل من اليابان الغنية، وهناك دول فقيرة وقليلة السكان مثل أوروجواي وتتوج مرتين بطلة للعالم، وتقدم لاعبين كبارا لأفضل الأندية عكس دول لديها مليارات البشر مثل الصين والهند وإندونيسيا وماليزيا وباكستان.. كرة القدم شغف وموهبة بالأساس ثم تأتي بقية الأمور التي تجعل من النتائج الجيدة عادة وليس مفاجأة وهذا هو الفرق بيننا وبينهم بكل بساطة.