شيء جميل أن يكون لدينا عصف ذهني.. يحدث ذلك في قطاعات شتى.. تتحول الأفكار إلى واقع وإلى قرارات وأحياناً إلى هيئات ومؤسسات، لكن أن يظل العصف مجرد كلام و«سوالف»، وألا يتحول إلى قصف لبؤر المشاكل ينسفها من جذورها، ويحيل المعضلات إلى إيجابيات، فهذا ما لا نريده، أو أن يكون العصف لأبجديات فهذا أيضاً ما لا نريده. منذ يومين، نظمت لجنة دوري المحترفين مع ممثلي الأندية، ورشة للعصف الذهني، تناقش أفكاراً من المفترض أنها جديدة، لكنها استدعت القديم مع الجديد، وخرجت بتوصيات، ترى أنها تطور المسابقات، وحسناً فعلت، لكن الأحسن اليوم أن تنفذ، وأن تخرج بتلك التوصيات من دائرة «يا ليت» إلى دائرة النور والتنفيذ، لا سيما أن الأندية باركتها. رصدت الورشة التحديات في معضلات عدة، ووضعت كثيراً من الحلول، وابتعدت قدر الإمكان عن النمط المعتاد، الذي يطرح المشاكل ويتركها دون تدخل، فكلنا تقريباً نعلم التحديات، وكاتب في أي صحيفة، بمقدوره أن يكتب عنها ويطرحها، ولاعب في أي مسابقة يعلم ما يواجهه، لكن الجديد يبقى دائماً في الحل. فقط كانت مسابقة الشباب دون جديد، فقد رصدت الورشة تحديات ثلاثة تواجه بطولة تحت 21 سنة، أولها العبء المالي على الأندية وثانيها عدم الاهتمام الكافي بها إعلامياً، ثم تكديس اللاعبين بقوائم الأندية، ورأت الورشة إلغاء البطولة وتحويلها إلى بطولة لتحت العشرين، المشاركة فيها إجبارية غير مرتبطة برزنامة المحترفين، وتقام مبارياتها وسط الأسبوع، وحتى الآن، لا شيء من ذلك فيه الحل للمعضلات الثلاث السالفة.. سنلغي بطولة ترثها بطولة، وترث معها تقريباً المشاكل نفسها إن لم يكن أكثر، وبدا الحل كمن شخص المرض لدى مريض في البطن، ثم أحاله لطبيب الصدر. وفي نقطة زمن اللعب الفعلي للمباريات، كان الشيء العملي الأبرز أن الورشة اقترحت جائزة لأفضل زمن لعب فعلي عقب كل جولة، وجاءت كثير من الأفكار من هذا القبيل، فقد حسمت الورشة أمر اللاعب الآسيوي، وطالبت بالسماح للاعب الموهوب من الجاليات المقيمة بالمشاركة في الأندية، واقترحت تأسيس أكاديميات للكرة في الأندية. كل ذلك جيد.. وجيد جداً، والآن نريد أن نرى ذلك واقعاً.. نريد أن يتحول إلى أثر.. نريد ما بعد الكلام.. حينها تستحقون التحية والسلام. *** كلمة أخيرة: الأفكار سلعة غالية.. لكنها بلا ثمن في عقول المبدعين.