عندما يستعرض التاريخ رجالات مرحلة تأسيس دولة الإمارات ممن كانوا حول القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يبرز معالي أحمد خليفة السويدي ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، قامة من قامات العمل الوطني، مرافقاً ومواكباً لكل تفاصيل تلك اللحظات التاريخية لما قبل وبعد ولادة دولة الاتحاد. وفي كل موقع من مواقع المسؤولية، كان أبو محمد محل التقدير والاعتزاز مع رفاقه من جيل التأسيس الذين وصلوا الليل بالنهار لنقل رسالة القائد المؤسس وترجمة توجيهاته، وبلورة رؤيته الثاقبة التي وضعت قواعد ودعائم الصرح الشامخ الذي ننعم اليوم تحت ظلاله الوارفة من الخير والتطور والرخاء والأمن و الأمان. كان الرجل نموذجاً لرجال نهلوا من معين ومدرسة زايد القائد المؤسس الذي نحتفي هذا العام بمئويته، تعلموا البذل والعطاء والإيثار والعمل بهدوء وفي صمت يسابقون به الزمن، يفسحون المجال لأعمالهم تتحدث، لا مكان فيه للكلام والشعارات. ومهما اختلفت المواقع والمسؤوليات، كانت بصمات تلك المدرسة جلية في أدائه وتعامله مع الجميع، أدب وخلق رفيع وتواضع جم. أواخر التسعينيات كتبت عنه في هذه الزاوية، مذكراً بلقاء عابر معه في السبعينيات عند مدخل جهاز أبوظبي للاستثمار، الذي كان في مبناه القديم ذلك الوقت بشارع خليفة في الموقع الذي يشغله حالياً المقر الرئيسي لبنك أبوظبي الأول، ومن خلال ذلك المرفق كانت بدايات تنفيذ رؤية زايد الخير الاستشرافية لضمان مستقبل الأجيال القادمة وتنويع مصادر الاقتصاد الوطني. كان أحمد خليفة السويدي ممن حظوا بمكانة خاصة عند زايد تقديراً لإخلاصه ووفائه ودأبه في خدمة الوطن، ولا زلنا نتذكر مشاكاته الشعرية، رحمه الله، لأبي محمد عند عودة القائد من أول رحلة علاجية له في الخارج. وقد حرصت قيادتنا الرشيدة على تقدير وتكريم الرجل في أكثر من مناسبة، وكان في مقدمة مكرمي «أوائل الإمارات» بوصفه أول وزير خارجية للإمارات، عرفاناً بأدواره المشهودة. كما تجلي هذا الحرص في زيارات شيوخنا الكرام يتقدمهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لاطمئنان على صحة الرجل بعد عارض صحي في موقف للأوفياء نقول معه ،لأبي محمد، أجر وعافية وخطاك الشر.