منذ اللحظة التي استعاد فيها المواطن علي راشد المزروعي صوته، وتحرر من بحة القنوط التي استولت عليه جراء كبحه، وجرحه، إثر المكالمة الإذاعية المشؤومة، والعالم يتابع الحدث بقلوب تمتلئ بالفرح، والسعادة فرشت سجادتها الخضراء، في فيافي وربوع الإمارات، لأن ما حدث من رد فعل كان مذهلاً، وكان مدهشاً لكل من سمع وعايش هذا الحدث. كانت الديمقراطية الحقيقية، تفرد أجنحة اليقين، وترفع أشرعة الحق ليس في بيت المزروعي وحده، وإنما في كل بيت إماراتي، وتذهب بسفينة الحياة إلى كل مكان في الدنيا، لتنبئ العالم بأن ديمقراطيتنا ليست شعاراً للاستهلاك المحلي، وإنما هي سيرة حياة، وفعل إيجابي يرسم حدود العلاقة ما بين الحاكم والشعب، ويضع تشريعاً إنسانياً حضارياً، لم تدق أجراسه أي حكومة في الدنيا، لأن العلاقة تجاوزت حدود السياسة لتطال شغاف القيم الإنسانية الرفيعة، وتمسك بخيوط الأحلام الزاهية التي يتطلع إليها كل إنسان في العالم. علاقة الإنسان والإنسان بكل ما تحمله من مشاعر الحميمية التي تجعل الإنسان يخرج من حالة السؤال إلى وضعية الاكتفاء، والانتماء إلى الأشجار السامقة، التي لا تنحني لريح، ولا تنثني لتجريح، إنه إنسان العصر الإماراتي بامتياز، مشمولا بالرعاية والاهتمام، تحتضنه القلوب، وتضمه العقول، فلا يشكو من ضيم ولا يعاني العوز، لأنه في قلب الحدث، وفي صلب اهتمام الحكومة التي تتابع عن كثب كل ما ينبض به فؤاد المواطن، وكل ما يطرف به جفنه. أمر يجلي الهموم، ويزيح السقوم، ويرفع المغموم عن كاهل كل إنسان على وجه البسيطة، لأن هبة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لنصرة صاحب الحق كانت درساً ونموذجاً ومثالاً يحتذى به، وهو القدوة التي نظر إليها العالم، إنها الخطوة اليافعة باتجاه توسيع حدقة الوطن، لتصبح قارة تطوق الإنسان بأنهار العذوبة وتحيطه ببساتين الفوح الجميل، وتعانقه ببوح لا تذوب كلماته عند الشفتين بل تصبح الكلمات أغصاناً تهفهف أوراقها بالاخضرار والينوع، وعلى جنحه يرفع الطير علم بلاد جللها الله بقيادة آمنت بأن الإنسان هو الرصيد، وهو بيت القصيد لكل نهضة، وكل بناء حضاري حقيقي. ودعوة المواطن علي المزروعي لحضور جلسة مجلس الوزراء هي حضور للوعي، وحضور لليقين، وحضور للضمير الإنساني الذي أصبح في الإمارات كمدار الشمس، ودورة الحياة، واستدارة وجه القمر، هو ضمير الحاضر، المطوق بقلائد من يصنعون الفرح، ويسقون السعادة بماء المكرمات، وينقشون في صفحات التاريخ اسم الإنسان الإماراتي بكلمات من رضاب الغيمة وعبارات من شعاع النجمة ورواية شيمتها النعمة ونسيجها من خيوط الشمس وبوحها من تغاريد الطير على القمم الشم.