100 عام على ولادة ملهم هذه الأرض.. 100 عام على ملامسة النور لعيني رجل حمل راية التغيير في قلبه، 100 عام على نبوغ شمس شخصية، كتب التاريخ من بعد ولادته تحولات لا يمكن أن يتجاهلها المؤرخون لعقود وقرون مديدة. هو رجل الأرض.. رجل التغيير.. رجل الاتحاد.. رجل الراية الواحدة.. هو شخصية هذا القرن حتى قبل أن ينتهي.. هو ليس مجرد صورة أو رمز أو حتى ذكرى ولا اسم نتذكره في الأيام الوطنية، بل هو الدستور.. والنور، وهو المرحلة والتحولات.. هو رجل السلام.. عنوان الحضارة.. عفواً بل هو الحضارة نفسها، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لم يكن مجرد رئيس حكم دولة لفترة من الزمن.. بل كان الثقافة التي ننهل منها.. كيف نتكلم.. وكيف نرد.. وكيف نلبس.. وكيف نكون سفراء لأوطاننا في الخارج، عندما رحل زايد، وقفت الغيمة في سمائنا تبكي مطراً.. عندما رحل زايد ساد الصمت المكان، وكأن القلب في جسد أهل الإمارات قد توقف، عندما رحل.. عاشت الإمارات يتيمة، هل تتذكرون ذاك اليوم. نردد كلماته.. نحفظ وصاياه.. نتذكر ابتسامته، نعرف ماذا كان يحب، وماذا كان ينهانا عنه، حوّل دولة إلى عائلة.. وحوّل ساحل خليج متنافر إلى أمة، وحول صحراء تائهة بين الرمال إلى مدن، وحول الإمارات كلها إلى قبيلة جديدة اسمها «أبناء زايد». وليت زايد يعود يوماً، ليرى أمته كيف أصبحت.. وحلمه كيف كبر، ودولته كيف باتت نموذجاً.. ليت زايد يعود يوماً، ليرى كيف حافظ جنوده على الجزيرة العربية.. ليت زايد يعود يوماً ليرى الإمارات التي «رباها» على يده كيف أصبحت عروساً فاتنة تنشر الضياء على هذا الكوكب الفسيح. كان حكيماً للعرب.. أسس التسامح ونشر السلام.. جمع كل الجنسيات على أرض الإمارات.. فحولها عالماً صغيراً يقدم لبقية الأمم درساً في كيفية أن تعيش الشعوب على أرض واحدة بسلام. واليوم أصبحت صورته رمزاً للوحدة.. للسلام، للعلم الواحد.. رمزاً للاحترام والأدب، فهو وإنْ رحل، بقيت رسالته خالدة، ينشرها من بعده كل أهل الإمارات لهذا العالم. زايد وُلد قبل 100 عام، كانت أبوظبي عبارة عن شاطئ وقلعة ومحطة عبور.. ونوق تحمل الأسفار من هنا إلى هناك، وحين رحل عنها.. أصبحت الناقة رمزاً، وتحول البحر ميناء، وباتت أبوظبي والإمارات صورة لا يمكن لأي رسام أن يحولها إلى لوحة، فالإمارات حقيقة في خيال.. وخيال في حقيقة. كلمة أخيرة زايد ليس عاماً نحتفل به، بل عُمر نعيشه معه.