اليولة رقصة شعبية معروفة في الإمارات وعُمان منذ قديم الزمن، واحدة من الرقصات الرومانسية ذات المغازي العاطفية خاصة في الحربية، والعاطفية التي تنادي الحبيب الغائب أو الهارب مثل غزال أو سويعي عسير الاصطياد. قصائد تحلم بالوصال في زمن يستحيل فيه التواصل المباشر بين المرأة والرجل خاصة في (زمة) الصباء. والذي حضر الحربية القديمة ومقدار الاندماج بين (اليويل) و(النعاشة)، أي الفتيات الصغيرات اللواتي تمرجحن شعورهن في الهواء كأنه ريش طاووس أو شعر فرس جامح، يقع على عالم من شموخ الصحراء ورياح المطر: «البارحة في النوم ياني، طير يبشر عن حبيبه».. نغم وشجن يندمج في ترديده الرجال المنشدون للحربية، وتفاعل كبير من اليويل وهو يدور بعصاه أو بندقيته (أم) خمس الطويلة. حنان في الرقصة ودوران مع التفاتة الفتيات وتمايل شعورهن. وقد تتغير اليولة قليلاً في العيالة عندما يتغير النشيد مع الاحتفاظ برشاقة اللعب بالبندقية. توازن هائل بين الكلمة والرقصة وصاحب اليولة. حتى ختام العيالة المعروفة في الإمارات، تأتي عبر أبيات وإيقاعات تترك في الذهن الغواية بأن يستمر النشيد وتمتد الحربية/‏ العيالة: «البارحة ساهر وجر أنا الونه». وحدهم عشاق العيالة والحربية يدركون مقدار العاطفة والشجن الذي يخرج من صدور المنشدين القدامى. قصيدة اليولة هي ثمرة الشعر الشعبي القديم، هي للحياة والحب والجمال، نشيد من أجل الحبيب وحده، ودائماً هو المحرّض للراقص. ماذا حصل لليولة الآن؟ تغيّر كبير وتبدل كثير، لا يوازي فن اليولة القديمة. كانت أصوات المنشدين المباشرين تختلف طبقاتها، حيث يمكن سماع التباين بينها. طبقات صوتية تعلو وتهبط حسب اختلاف الحناجر. عمل طبيعي يحدث أمامك من صفوف الحاضرين، ويزيد جمالية الحربية أو العيالة تلقائية خصوصاً مع التفاعل من الجمهور. أما الآن فإن أشياء كثيرة تغيرت وتبدلت، موسيقا عالية تحملك لمشاركة الإيقاع وحده، فتبدو الموسيقا مستقلة، ولو انقطعت الكهرباء، مثلاً، لوقفت هذه الصفوف المنشدة عاجزة عن أداء اليولة. نشاهد (اليويل) يؤدي دور الراقص خلف الموسيقا، وتأتي الكلمة لاحقاً، حتى السلاح المصاحب الآن لليولة، هو سلاح رمزي صغير، ربما بندقية (أم سجبة) أكبر منه، وكأن الموضوع تمثيل دور اليويل ودور اليولة. عمل جديد مستنسخ من اليولة القديمة، جميل أن نشغل الشباب بالفنون القديمة وحب التراث، لكن لو انقطعت الجوائز الكبيرة، هل تستمر اليولة؟!