قواتنا المسلحة، ذراعنا الممتدة إلى المدى من أجل قوة تؤسس سلام الناس، ووئام النفوس، ومن أجل أحلام زاهية بالعزة والكرامة، وتحصين الوطن من غبار حاقد، وسعار جاحد، ومن أجل أن تبقى الإمارات دوماً راية خفاقة بالمجد، وسارية ترفرف بأجنحة الطموحات الكبيرة، والتطلعات التي تتسع ما في المحيط. قواتنا المسلحة بحر مشترك ما بين الإنسان والوطن، ونهر يمضي إلى حيث تنمو مشاعر الانتماء، وحيث تترعرع أعشاب الوفاء.. هؤلاء هم رجالنا الذين يسطرون أسمى آيات البسالة، والمجد المجيد، في ساعات الوغى وتحمر النصال وتبرق المهندات الصواقل، على أعناق من غدروا، وسوفوا، وساوروا، ونسفوا ثوابت وهرطقوا، ونزقوا، وجاروا، وتهوروا. قواتنا المسلحة، المنطقة التي عندها تطمئن القلوب، وتسفر الدروب عن أمن وأمانة، ورزانة، وتقانة في الصوم والعون. قواتنا المسلحة الضوء الذي يسفر، والبحر الذي يهدر، والمركب الذي يأخذنا إلى شواطئ ترسو على رملها أمنياتنا العظيمة، وفرحنا الذي لا يهزم، وسعادتنا التي لا تكظم، وابتسامتها المرسومة على ظهر الموجة، تؤكد أن هذا الوطن، منبت النبلاء، وموئل النجباء، ومثوى الذين لا تنام أعينهم، على ظلم، ولا تغمض جفونهم على غبن، إنهم الرجال الذين منحتهم الصحراء نبل إغاثة الملهوف، ونجدة المكلوف، ورد الأذى عن كل مستغيث، وصد الألم عن كل طالب عون. قواتنا المسلحة في الوطن، سحابة تنث قطرات السلام، ورحابة تبث الانفتاح على الآخر، وجياد ترسم على الأرض وثبات الذود عن الحياض، وردع كل من غشيه غاشية العدوان، وتعميه الأهواء عن الحقيقة، وتدفعه النوازع الشريرة لينكث، ويعبث، ويثير الغبار في وجوه الآمنين. قواتنا المسلحة، وعينا الذي يسكن ضمائرنا، وقلبنا الذي يسكن في الصدور، وعقلنا الذي يدبر أمر انتصارنا على الغي والطغيان، ويضعنا في منطقة الأمان. قواتنا المسلحة عيوننا التي نرى فيها العالم، ونذهب إليه، ونحن متأزرون بالصدق وقوة الإرادة، وصفاء الشكيمة، ونقاء السريرة، والوفاء للإنسان، في كل مكان، من دون فارق دين، أو لون أو عرق. قواتنا المسلحة، رسالتنا إلى العالم، معنونة، القوة من أجل السلام، والحزم من أجل الوئام، والجزم، لجز عنق الكراهية، وقطع دابر النظرة الغاشية، والعدمية الفاشية، قواتنا المسلحة، خطابنا المبثوث بلا رتوش أو خدوش، إنه السطور الواضحة، مثل ما هي خيوط الشمس.