هل الوسط الرياضي، والكروي بالذات على هذه الدرجة من التشابك و«الذرية» و«الانشطار النووي»، لدرجة أننا لا نجد حلاً لأزمة نادي الشباب مع لجنة الاستئناف، وبعدها مع لجنة الميثاق، وهل الأمر بهذه الصورة التي أصبحت معها لا أعرف «ساسي من راسي»، وإن كنت وللحق، أبدو أكثر اقتناعاً بما يسوقه الشباب من حجج وأسانيد، تفوق ما يسوقه القانونيون في اللجنتين. عامان تقريباً، ولا زلنا في توابع أزمة انتقال اللاعب حمدان قاسم من الأهلي إلى «الجوارح»، وكلما صدر قرار، تبعه تفنيد، وكلما أدلى طرف بدلوه، رد الآخر بدلو آخر، والمهم أن المسألة بقيت كلاماً في كلام، ولوائح في لوائح، لا أعرف الكثير منها، فالمواد تتشابك، والبنود تلتقي، والتخاريج كثيرة، وتسمع هذا فلا تملك إلا أن تفتح فمك باسماً، ثم تسمع ذاك فتبتسم ذات الابتسامة، لكن أمام ما قاله الشباب مؤخراً على لسان رئيسه سامي القمزي، بدا كالحجر الأخير في الماء الراكد، غير أنه لا أحد يجيب، ولا أحد يقول إن كان ما ساقه الصواب، أم لا، وفي النهاية، نبقى نحن، مطلوب منا أن نتخصص في الأحاجي والألغاز، في انتظار أن يأتي أحد من خارجنا أو حتى «الفيفا» ليحل لنا المشكلة. هل نحن عاجزون عن حل مشكلة المفروض أنها بسيطة، وهل سنذهب إلى الفيفا عند كل مشكلة نطلب الفتوى، ثم ماذا تفعل الأندية إن ضاقت بها السُبل كما هو حال الشباب؟ لجنة ميثاق الشرف باتحاد الكرة رفضت شكوى الشباب ضد لجنة الاستئناف بالاتحاد، وتحديداً ضد يوسف خليفة بن حماد عضو لجنة الاستئناف شكلاً، والسبب أنها لم تستوف الشروط الشكلية، وتجاوزت المدة المنصوص عليها في قبول الشكاوى والمحددة بـ 48 ساعة من وقوع الحدث، وسامي القمزي رئيس مجلس إدارة نادي الشباب يؤكد بإصرار وصبر، عزم ناديه على اتباع الخطوات القانونية للدفاع عن حقوقه، بشأن رصد مخالفات اللجنة، والتدرج عبر مختلف اللجان القضائية، قبل عرض الموضوع على «الفيفا»، وقدم نادي الشباب بياناً قانونياً يتضمن رده على قرارات «ميثاق الشرف» و«الاستئناف»، وكشف الكثير مما يجعل من أوراقه أكثر ثقلاً في القضية، لكن حجج استمرارها ليست بمستحيلة، فما أسهل الكلام وما أكثر الحجج، وعلينا نحن أن نتوه بين الشخصيات الاعتبارية وغير الاعتبارية والمدد الزمنية وفي النهاية، نبقى نراوح أنفسنا، ونؤكد العوار الكامن في اللعبة، والذي يمكن تلخيصه في أن هناك ما يسبق اللوائح، وأخشى أن تكون «الخواطر» قبل اللوائح. القضية في مشهدها الأول، بدت بسيطة، وليست بحاجة إلى «نظريات»، واليوم، تشعبت وتمددت، وبدا نادي الشباب وكأنه قام بتعرية الواقع اللائحي العقيم للكرة الإماراتية، وكشف الجميع، بما فيهم اتحاد الكرة، والعجيب أنه لا أحد يجيب، ربما في انتظار البحث في فنون الكلام، والتشتيت للدخول بنا في دوامة جديدة. أنا في غنى عن أن أسوق كل ما قاله الشباب، ولا حتى ما قاله يوسف خليفة بن حماد عضو لجنة الاستئناف، ولكن الواضح أننا في مشكلة، وأنه من غير المقبول ولا اللائق لكرة الإمارات أن تتوقف عند قضية تخص انتقال لاعب قرابة العامين. كلمة أخيرة: إذا أردت لقضية أن تتوه، شكل لها «لجنة» mohamed.albade@admedia.ae