بعد أن طوت بطولة «خليجي 23» آخر صفحاتها وباحت بآخر أسرارها، لا نملك إلا أن نقول للكويت «سلمتِ للمجد» تقديراً وعرفاناً بنجاحها الكبير في استضافة «العرس الخليجي»، حيث كسبت التحدي، ولم تتردد في الموافقة على احتضان الحدث قبل انطلاقه بأسبوعين فقط، ووفرت له كل أسباب النجاح، برغم مشاركتها بمنتخب غير مؤهل للمنافسة على اللقب، ناهيك عن الحساسية الشديدة والضغوط الهائلة التي غلّفت مباريات البطولة إلى أن وصلت إلى محطة نصف النهائي. وكانت البطولة مناسبة رائعة لافتتاح استاد جابر الدولي الذي عوّض المشاركين عن سلبيات استاد نادي الكويت الذي استضاف «خليجي 16» قبل 14 عاماً. كل الشكر لدولة الكويت التي أثبتت أن رفع الحظر عن كرتها سيكون بمثابة انطلاقة جديدة للكرة الكويتية تنظيمياً وفنياً، لأن الكرة الخليجية بغير «الأزرق» تفتقد الطعم واللون والرائحة. ××× «صلاح عريس أفريقيا» كان العنوان الرئيس لليلة لن تسقط من ذاكرة «القارة السمراء» التي توجت ابن النيل على قمة الكرة الأفريقية، بعد أن عاش موسماً ذهبياً على كل الأصعدة، أندية ومنتخبات، ليكتسح كل الاستفتاءات الرسمية والشعبية، ليعيد لقب أحسن لاعب في القارة إلى مصر بعد 35 عاماً من الانتظار، أي بعد فوز محمود الخطيب باللقب عام 1983. وجاء فوز «الفيراري» المصري ليكون درساً مهماً لكل الشباب العربي، فقد انطلق محمد صلاح من رحم المعاناة في واحدة من قرى مصر، لكنه آمن بقدراته، فانطلق ليتجاوز الحاجز تلو الآخر، ولم ييأس عندما لم يثق جوزيه مورينيو مدرب تشيلسي بقدراته، وغادر «البلوز» في مغامرة جديدة بالدوري الإيطالي، وتألق مع فيورنتينا، وعندما ضاقت «الفيولا» بأحلامه وطموحاته، غادرها إلى روما لينال إشادة كل أبناء العاصمة الإيطالية، وعلى رأسهم النجم الأسطوري فرانشيسكو توتي، ولم يتوقف الحلم في محطة روما التي غادرها إلى «البريميرليج» ليؤكد للإنجليز أنه يستحق أن ينافس على نجومية أحد أقوى الدوريات في العالم. وكم كان صلاح رائعاً في حفل التتويج وهو يهدي الجائزة لكل أطفال مصر وأفريقيا ويقول لكل طفل «آمن بحلمك». ××× حفل الكاف «أنصف» كوبر و«كافأ» منتخب مصر و«توّج» صلاح. ×××× لحسن حظنا كعرب أن نفوز بلقب أحسن لاعب في أفريقيا للعام الثاني على التوالي، بعد فوز الجزائري رياض محرز باللقب العام الماضي، ليكرر محمد صلاح المشهد الرائع هذا العام، والأكثر من ذلك أن عرب آسيا احتفظوا أيضاً بلقب أحسن لاعب في القارة للعام الثالث على التوالي.