كان نهج تين كات مدرب فريق الجزيرة الصراحة والاعتراف بالحقيقة مبرراً هزيمته الأخيرة في دوري الأبطال، حيث قال إن الدوري أولى وأهم وإن الروزنامة مرهقة وشاقة، وإن فرق شرق آسيا أقوى من أن ننافسهم ونتصدى لهم، فكان من الطبيعي أن يقوم بإشراك فريق شبه احتياطي وإبعاد أهم لاعب عنده من اللائحة الآسيوية .. والرضا بالخسارة من ثامن الدوري الإيراني على أرضه. إذا كان مدرب الجزيرة مباشراً لهذه الدرجة.. فلماذا لم يقدم طلباً لإدارة النادي بالانسحاب من البطولة قبل القرعة وقبل المنافسات، وقبل حتى الإعلان الرسمي للفرق المتأهلة، علماً بأن اللوائح تسمح بطلب عدم الرغبة في المشاركة من دون أي عقوبات على شرط أن تكون قبل شهر من انطلاق المنافسات، فلماذا لم يقدم على هذه الخطوة وإفساح المجال لفرق أخرى للتمثيل الخارجي. نتفق مع المدرب الهولندي الذي جاء من أوروبا، حين ذكر أن الدوري أسهل وأقرب، وأصغر لاعب ناشئ سيقول نفس الكلام، ولكن حين تتعاقد أنديتنا مع مدربين خبراء وأصحاب تاريخ ومن قارة تعتبر في طليعة اللعبة في كل الجوانب فإن من المفترض أن يكون استقطابهم سبباً في غرس العادات الكروية الصحيحة في لاعبينا كالانتظام والجدية واللعب في أكثر من بطولة والمنافسة على كل الألقاب والتحدي من أجل الفوز في كل المباريات، والتعود على الجدولة الصعبة وممارسة اللعبة وسط كل الضغوط، وليس أن ينحصر دوره في تعليم اللاعبين بعض الخطط وتنفيذ التكتيك وإراحتهم زيادة عن اللزوم، فنحن لا نريد مدربين يعلمون لاعبينا اليأس والاعتراف بأن البطولة القارية أكبر من مستواهم، وتهويل الفرق المنافسة وتحويلهم إلى أساطير لا يمكن التغلب عليهم أو حتى مجاراتهم. في إحدى تبريرات المدرب القدير قال إنه سيلعب 3 مباريات في 11 يوماً، ولا أعرف كم يوماً كان يحتاج ليلعب هذا العدد من المباريات، علماً بأن بعض فرق الدوريات المجاورة لعبوا في نفس عدد الأيام 4 مباريات، إلا إذا كانت قوة تحمل لاعبينا والمخزون البدني الذي أسسه المدرب أضعف من بقية الفرق. سأعطي مثالاً بسيطاً يؤكد ماذا يمكن أن تمنحك فرصة اللعب في البطولة الآسيوية: فريق العين قبل أن يلعب خارجياً كان قد حقق 4 بطولات دوري فقط حتى نهاية التسعينيات، وبعد أن بدأ فعلياً بالانتظام والاهتمام باللعب خارجياً حقق 8 بطولات دوري في ظرف 17 موسماً. كلمة أخيرة الجزيرة يقدر أن يهزم أي فريق آسيوي، ولكن تين كات كان شجاعاً في تصريحاته ومرتبكاً في طموحاته! Omran.mohamed@alittihad.ae