بدأ بطي بن خادم رئيس مجلس إدارة شركة الشعب لكرة القدم في تقديم دروسه التنويرية وخبراته العميقة المتأصلة من درايته بكل علوم الحياة والمتجذرة من كل تخصصات الرياضة، لتكتشف الساحة ولادة «أبو عُريف» جديد جاء إليها منقذاً ومخلصاً ومحرراً لكل كوارثها. فسعادته وصف حكام كرة القدم بأغلظ الكلمات الهجينة التي ذكرتنا بشعراء المعلقات وقصائدهم الهجائية، واستمر في الخروج عن عاداتنا في الخطاب الرياضي بنشر آراء غريبة بأسلوب عجيب تارة، وبطريقة متعجرفة تارة أخرى، مقدماً شروحاً تفصيلية في كيفية إدارة الأزمات، وكأن رياضتنا كانت تنتظر ولادة «ميكافيللي» جديد ينهل علينا بنظرياته، فبالأمس من خلال حسابه في تويتر أرسل صاحبنا فتوى جديدة ولكن هذه المرة في مجال الإعلام والصحافة، مستغرباً من وصفنا لعباراته الشديدة اللهجة بـ«المهينة»، مقدماً لنا دروساً في طريقة التعامل المهني والصحفي مع الأحداث والقضايا ذات الأطراف المتشابكة، ولا نعرف ماذا كان يمكن لنا أن نصف كلمة «العار» التي أطلقها على قضاة الملاعب غير أن نقول إنها «سب وشتيمة»، والتي اعترض عليها، فماذا كان يمكن أن نسميها يا سيادة الرئيس إلا إذا كنت لا تعرف معاني الكلمات التي تطلقها في الهواء جزافاً! وأصبحنا يومياً ننتظر بشغف شروحه النيّرة التي يطلقها مع بداية ساعات الليل ليصبح ظهوره أشبه ببرامج السهرة الثقافية رغم وفرة الأخطاء الإملائية فيها، ولكن ليسمح سيادته أن أذكِّره بنقطة بسيطة رغم عدم أهميتها بالنسبة له، وهي أن فريقه لا يزال في المركز الأخير من الدوري وبنقطتين فقط من أصل 30 نقطة. وليسمح لي أيضاً سعادته أن أقدم رأيي البسيط والمتواضع في موضوع واحد، وهو لو أنك تركت الساعات الطويلة التي تقضيها في مواقع التواصل الاجتماعي وخصصتها لفريقك وناديك ومجلس إدارتك الذين يبحثون عنك، ولا يجدونك لا في المباريات والتدريبات ولا حتى في معارض النادي، لربما كان الحال أفضل. فقد بات المعنيون في النادي يحتاجون لو فكرة واحدة منك لتنقذهم وتخرجهم من ورطتهم، فاترك مشاكلنا في حالها، وقدّم للشعب وجمهوره المغلوب على أمره نصف وقتك الذي تقضيه على هاتفك. وإذا كنت تعتقد أنك بهذه الطريقة قد حصلت على تبريرات جاهزة ومطبوخة مستبقاً فيها الأعذار التي تسببت بهبوط الشعب متذاكياً فيها على جمهور ناديك، فأقولها لك بملء الفم.. كان غيرك أشطر ولعبتك قديمة! كلمة أخيرة يظن البعض أن بالكلام تتحقق الأمجاد!