عبدالعزيز العنبري ليس أفضل مدرب في العالم، كما أن بوناميجو ليس الأسوأ، ولكن ما حققه العنبري خلال مباراتين قاد فيهما فريق الشارقة كمدرب طوارئ، لم يحققه بوناميجو في 8 مباريات سابقة، وهذا موسمه الثالث، ولا أتكلم عن النقاط، بقدر ما أتكلم عن روح كانت غائبة وعادت، وشخصية كانت مفقودة وظهرت، ومجموعة من اللاعبين كل منهم كان يهيم في وادٍ ويدور في فلك، ومع العنبري تذكروا أنهم لا يلعبون لأي نادٍ، ويحملون على كواهلهم إرث وتاريخ «ملك». المشكلة ليست في أمثال بوناميجو، ولكنها في من لا يثق في أمثال عبدالعزيز العنبري، وهم كثيرون، وفي كل نادٍ لدينا أكثر من «عنبري»، وكفاءات وطنية لا تقل قيمة عن الأجنبي، وهي تستحق الفرصة وتقاتل من أجل الحصول عليها ولكن كالعادة، صوت المنطق لا يكسب، وزامر الحي لا يطرب، فنتجاهل النجاحات التي تحققت وعوامل الهوية والبيئة واللغة، وفي كل مرة نفشل فنعود إلى الحلقة المفرغة نفسها. عبدالعزيز العنبري ليس مجرد ابن وفي ومخلص لنادي الشارقة، ولكنه أحد رموزه وأحد صناع مجده، وأحد عناصر الحقبة الذهبية التي عاشتها القلعة الشرقاوية في زمان مضى، والفرق بينه وغيره من المدربين الأجانب أنهم جاءوا لغرض معين وسيرحلون، أما هو فباقٍ بقاء هذا الصرح، يحفظ كل أركانه، له بصمة في كل جنباته، بينه والملعب البيضاوي وعشبه الأخضر، حكايا وذكريات وعشرة عمر. العنبري ليس الناجح الأول، بل يذكر التاريخ أن آخر بطولات الشارقة تحققت على يد جمعة ربيع أحد أبناء النادي، وليس في الشارقة وحسب ولكن في كل الأندية، فالمدرب المواطن متى ما أعطي الفرصة قادر على النجاح، ويستطيع دحض النظرية التي أوهمنا بها السماسرة وتجار العقود وكذبة المدربين الأجانب الذين جاءوا إلى ملاعبنا بالمئات، ولم ينجح منهم سوى قلة. عبدالعزيز العنبري ليس الأفضل، ولكنه قادر على العطاء بإخلاص وبكفاءة أكثر من عشرات المدربين الأجانب الذين يأتون إلينا، وبوناميجو ليس الأسوأ، ولكنه وجد بيئة سيئة في ملاعبنا، ووجد إدارات تنحاز انحيازاً تاماً للخواجة الأشقر، وتميل لأصحاب العيون الخضر، وعندما يقع الفأس في الرأس، يكون القرار الأسهل: إقالة الأجنبي، والاستعانة بابن النادي كمدرب طوارئ إلى حين البحث عن أجنبي آخر، حدث هذا في الماضي ويحدث اليوم وسيحدث غداً، فقد أثبتت الأيام أننا قوم لا نتعلم أبداً.