نفديكِ يا الإمارات.. بالروح وهي ترخصُ لا تعادلها درةً من رملكِ الذهبي. لأننا نغارُ عليكِ من الهواء إذا هبّ مشحوناً بريح الكراهية، وتكون رقابنا ممدودة لو جاء النداء باسمك كي نخوض الحرب من أجل السلام. وكي يعرف العالم أن السواعد التي تكتب شعرها على ورق رقيقٍ هنا، هي نفسها السواعد التي تحملُ السيف لتحمي عز هذه الأرض، وهي السواعد التي تبني ويجري في عروقها حب الحياة وعمرانها. وفي قصيدة الوطن نكتبُ بحبر الدم أننا أبناء فخرٍ، لا نبادل شبراً من هذه الأرض حتى بالثريا. وفي أغنية الوطن، يصعدُ الموال من بحر الماضي ويصير لؤلؤةً على تاج رؤوسنا المرفوعة للعلَم. ومن جدٍ لأب، ومن أمٍ لأنجالها، ستظل أجيال المفاخر تصعدُ في سماء الكون، وهي تكحّل عيون المدى باسم الإمارات، وهي تكتب على وجه الشمس اسم الإمارات حتى يظل مرئياً ومسموعاً في كتاب الدهر، نقشاً من الضوء لا يفارقه السنى. نفديكِ يا الإمارات.. بقلوبنا التي اجتمعت كلها في كفك البيضاء حتى توحدنا وانصهرنا. وما عاد الغريبُ يعرف الفرق بين وجوهنا لأننا كلنا مرايا لوجهك الضاحك البسّام. ولأن أيدينا، مثل يدكِ، ستظل ممدودة للسلام والمحبة والصداقة والعطاء. لأننا، يوماً عندما جاء الرجلُ الحكيمُ ليروي هذه الأرض بماء قلبه، صرنا كلنا نبت زايد، وزرع زايد، وستظل قلوبنا تنبض باسم قلبه، جيلاً بعد جيل، ودهراً بعد دهر. ومن يقرأ في كتاب الضوء سيرة هذا الوطن، سيدرك أننا بدأنا أولاً بشمعة حملها زايد وطاف بها بين قلوب الحائرين حتى صارت سبع شموسٍ عظيمة معلقة مثل عقدٍ لؤلؤي في عنق الزمان. نفديكِ يا الإمارات.. بأمهاتنا وهنّ أرضعننا من حب الوطن عسلاً حلواً وعذوبةً لا يضاهيها مطر السماء. بآبائنا وقد نطقوا بكلمة المجد وعلقوها غايةً في الفعل والقول حتى كبرنا ونحن لا نخشى الظلال، ولا نهاب لؤمَ اللائمين لأننا رفعنا الأسوار ضدّهم، ومنعنا أن يعكّر صفونا نبحُ الضواري وغمغمات الخفافيش. وُلدنا في وطن الوضوح، وما عرفت عيوننا سوى النظر إلى البعيد، هناك، حيث تنام أحلامنا العظيمة في وطنٍ سيظل يكبر حتى تفوح زهوره بعبق المحبة على الجميع. نفديكِ يا الإمارات.. يا قمر القصيدة في ليل الذاهبين إلى العشق. يا سحابةً تغسلُ فجرنا في صبح الأماني لنظل نشهد في كل يومٍ على هذه الأرض، يوم عيد.