لا زلت عند رأيي، في أن الأهلي حقق إنجازاً، فلا يمكن أن نحمله وحده مسؤولية «الخطوة الأخيرة»، التي لا يمكن اختزالها في تغييرات كوزمين أو طرد سالمين خميس، أو فرصة ليما.. المسألة شرق وغرب، ومن قبل الأهلي كان لدينا في المنتخب أفضل جيل منذ جيل 90، واكتفينا بالمركز الثالث آسيوياً واحتفلنا به، فقد كان أفضل المتاح في هذا الزمن الصعب. كتبت من قبل هنا.. «كلنا في الهم غرب»، وكنت أتحدث عن تلك المعضلة بالذات، ولكن تبقى الكتابة سطوراً، وفي الملعب، وفي الإدارات ،وفي التخطيط النبأ اليقين.. لكن هذا النبأ لم يأت بعد، ومنذ إنجاز العين الآسيوي من 12 عاماً، ونحن في انتظار هذا النبأ، لكنه لن يأتي إعلاناً وإنما عملاً واحترافاً و«بيزنيس»، وفي جوانزو ذاته يمكن أن ترى تفاصيل الفارق والمطلوب. جوانزو أول نادٍ آسيوي في بورصة الأوراق المالية.. تعاقداته في 2014 وصلت إلى 90 مليون دولار، وحقق دخلاً مالياً في ذات العام وصل إلى 53 مليون دولار، وفي ثلاث سنوات حقق لقبين قاريين. التحدي الذي يواجه كرة الإمارات، وربما معها الكرة في غرب القارة كلها، يتمثل في القدرة على مواجهة الشرق بآليات الغرب.. الطريق إلى كأس آسيا وإلى دوري الأبطال يمر من هناك.. من «رأس الرجاء» والأمل والاحتراف. ما حدث للأهلي، ومن قبل المنتخب يعكس الفارق بيننا وبين الشرق في ماهية الاحتراف وتطبيقه رغم أن هذا الفارق تضاءل بالفعل، لكن أخشى أن نركن من جديد لما حققنا وللثقب الذي أنجزناه في الجدار الصعب، وهذا الركون قد يعود بنا خطوات للخلف، ما لم نبن على ما أنجزنا، ونستعد للشرق بأسلحته وآلياته التي ستتطور هي الأخرى ولن تبقى على حالها، وستظل استراليا التي هبطت علينا في أندية إنجلترا تتجاوز بمواهبها كل الكبار، لأنها عرفت الطريق، ومضت فيه، وهكذا يسير كل الشرق. من الآن، علينا أن نبدأ من أول السطر.. نعم أنجزنا لكن هناك المزيد.. من الآن علينا أن نفكر أبعد من النهائي، ليس فقط على مستوى دوري الأبطال ولكن على مستوى الأندية والمنتخبات.. ليس علينا أن نبحث عن ابتكارات أو اختراعات، فنحن نعرف المطلوب.. نحن نملك القدرات والإمكانيات، لكن اللمسة الأخيرة التي نفتقدها، نحن للأسف من لا يريدها، لأننا نعشق النظر تحت أرجلنا. كلمة أخيرة: لا مانع أن نجرب مرة أن نضحي بعصفور في اليد، من أجل عشرة «على الشجرة».