* صدّر الفرنسيون كلمة «مدموزيل» منذ زمن طويل، وفرضت نفسها على لغات وقواميس شعوب العالم، لتكون جزءاً من حديث الطبقات المخملية والنبلاء، ولتفرح النساء اللاتي يطلق عليهن الرجال تلك الكلمة، ويشعرن بفخر من نوع آخر، وظل الكثير من النساء حتى بعد أن يصلن سن اليأس، يرفضن كلمة «مدام» ويفضلن عليها كلمة «مدموزيل» التي تعني الشابة الصغيرة التي لم تتزوج بعد، ولكن حال اليوم ليس كحال الأمس، فقد حان للمجتمع الفرنسي الجديد أن يغير قناعاته مع تزعم الجمعيات النسائية الداعمة لحرية النساء، وفرض حقوقهن، وإلغاء التفرقة بينهن وبين الرجال، بإلغاء كلمة «مدموزيل» من التعامل الرسمي، ومحوها من أمام حالة المرأة، والاكتفاء بلقب «سيدة» أسوة بحالة الرجل التي لا توجد إلا خانة واحدة هي «السيد، مستر، مسيو، سنيور»، بعض المفاهيم تتمرد عليها المجتمعات، ولو كانت مصدر فخر وفرح طوال السنين الطويلة، «مدموزيل» ستبقى الآن فقط بين دفتي قاموس «لاروس» الفرنسي، وفي مخيلة بعض العجائز المتصابيات! * صديق عراقي خفيف الظل والدم، زارنا لأول مرة، وتعجب من الإمارات، وقال مداعباً: «أنتم البلد الوحيد الذي يعلم أولاده ويطببهم بالمجان، ويدفع علاوة اجتماعية على ولادتهم، ويزوجهم ويدفع لهم المهر وتكاليف الفرح، ويدفع رواتب للطلبة وهم يدرسون الجامعة، ويمنحهم العمارات، والفلل، والمزارع، ويشتري تسويقها، ويتكفل بديونهم، ما تقولوا ليّ ليش عندكم أربع إذاعات تشكون، وتشتكون بيها يومياً! ما أقول: إلا مالت على حظنا المصخمّ»! * تضحكني بعض المؤسسات الثقافية والتي في الغالب تتعامل مع التكنولوجيا بيد مرتجفة، وبعدم محبة واضحة، وتظل تحنّ لأيام الفاكس الخوالي، فإذا كان عندهم نشاط، فسيبعثون لك رسالة، وتتبعها رسالة، وعند المغرب رسالة مماثلة، وبعدها بدقائق رسالة مشابهة، وحالهم يقول: «يا أخي يمكن ما وصلت الرسالة الأولى»! * هل هناك جهة تشرف على أوتجيز الأعمال التذكارية، التي يقتنيها السياح الغربيون، والتي يفترض أنها تمثل البيئة المحلية وتقاليدها ومظاهرها؟ وإلا المسألة تجّار ويستوردون من الصين، وسواح يشترون ما يعتقدون أنه يمثلنا، الحديث ليس عن شماغ أحمر، وبدلة رقص شرقية لامعة، وخناجر مختلفة عن خناجر أهل البلد الأصلية، ولكن «تشويهات رموز محلية»، مثل: «ماغ» مرسوم عليه امرأة تلبس برقعاً، وعلى رأسها وقاية «وسمة»، وتدوخ «قدو» أو شيشة، هذا بدلاً من أن تسوق على رأسها «قضمة ثمام»، أو تحمل على خاصرتها «جحلة أو قربة ماء» أو تتأبط سِعّناً قديماً، هناك أشياء تبدو صغيرة، ولكنها كبيرة في عيون الحريصين!