توقعت المواجهة مع ماليزيا صعبة لكن ليس بهذا القدر.. لم أتوقع تكرار العشرة التي تحققت في مباراتنا الأولى معهم، لكنني لم أتوقع أيضاً الهدفين، وهذا الوقت العصيب، ولا أريد أن أقول هذا الاستهتار بالمنافس إلى حد ما، والذي نهرب منه إلى الطقس والأرض والمراقب، وإن كان الأخير لغزاً يحتاج إلى تفسير من الاتحاد الآسيوي الذي أسند مهمة مراقبة الحكام إلى ماليزي تفرغ لسباب لاعبينا وتشتيتهم وتوتيرهم. كتبت هنا إن المنتخب الماليزي ليس لديه ما يخسره، والثنائية التي فزنا بها عليه بعد مباراة صعبة على حد وصف مهدي علي نفسه، لم تكن منتهى المراد، فالأهداف أيضاً لها دور، والأخضر السعودي الذي يسبقنا في الترتيب بالنقاط بات يسبقنا بالأهداف أيضاً بعد العشرة التي دك بها شوارع منتخب تيمور الشرقية. والآن.. ماذا الآن؟.. ماذا علينا أن نفعل وأين المعضلة؟.. كل الطرق على ما يبدو تؤدي إلى «الأخضر» وأخشى أن بعضاً منها يؤدي إلى فلسطين، فالأخير يتطور بشكل لافت ولا يجب أن نكتفي حين النظر إلى مباراته مع السعودية بالأردن باعتبارها في معزل عنا، فالتعادل الذي تحقق بين الفريقين هناك، آخر جوانبه ما كان من نقل المباراة إلى رام الله، فالواقع أنها مباراة جرت، والواقع أن فلسطين الأبية، أبت إلا أن تخطف نقطة غالية وثمينة، أعادتنا للمشهد المتوهج، ولديهم تسع نقاط لا بأس بها، ولا يزال في الحسابات متسع لأفضل ثواني، وهو أمل ليس ببعيد عن خاطر الأشقاء في فلسطين. مباراتنا الأخيرة مع ماليزيا لم تكن كما نتمنى، ومع التماس بعض العذر للاعبين بسبب الأجواء، إلا أن الفريق لم يكن مرضياً وكانت هناك حالة عامة من التراخي وعدم استثمار الفرص ما أدى إلى بعض من الارتجالية، وكان بإمكان المنتخب الماليزي ومن كرة شاردة أن يخطف تعادلاً، لو حدث لا قدر الله، كان سيبعثر حسابات الأمل في النفوس. لست أدري ما الذي يجري في المنتخب فتارة نراه أبيضنا الذي نعرفه وأخرى نراه باهتاً ورغم حالة التناقض في المستوى لن يكون أمامنا سوى الفوز أمام فلسطين يوم 24 مارس المقبل، ثم أمام السعودية بعدها يوم 29 من الشهر ذاته في ملعبنا، خاصة بعد فارق الأهداف الذي صب في مصلحة الأخضر السعودي، وأصبح الصراع على «أفضل ثاني» هو طريقنا من أجل التأهل. الأقدار لا تتعاطف إلا مع من يستحق، وعلينا أن نثبت أننا نستحق بأقدامنا ورؤوسنا وجمهورنا.. ما حك جلدك غير ظفرك، وأولى الناس بك.. أنت.. على أرضنا نريد الختام على طريقتنا من جيل عودنا أن كل الأماني ممكنة. كلمة أخيرة: 2 من 10 هي الدرجة المثالية لمباراتين مختلفتين وإن كان الفوز هنا وهناك.