إذا اتفقنا أن الموهبة لا ثمن ولا سقف لها، عندها يمكن أن نتفق على أن موضوع وضع سقوف للاعبين المحليين الموهوبين، هو أمر غير واقعي وغير منطقي وغير صحي وغير مجدٍ. نعم هناك من سيختلف ويرفع الصوت، وهناك من يقول إن الأندية تدفع الملايين على نجوم لا يستحقون أو يأخذون فوق ما يستحقون، في منافسات لا تستحق كل هذه الملايين. بالنهاية القصة هي عرض وطلب، فهناك لوحات فنية قد لا يشتريها البعض بملاليم، فيما يدفع فيها الآخرون مئات الملايين، وأغلى لوحة في العالم ثمنها مليار درهم، وأنا شخصياً لو عرضوها عليّ بألف دولار لما اشتريتها، ولكن هذا رأيي وذوقي، ولا أستطيع تحديد سقف للآخرين فيما يدفعونه أو يرغبون به. وأتذكر أنه عندما اخترق كرويف حاجز المليون دولار، بداية السبعينيات من القرن الماضي، ليكون أول لاعب كرة قدم يُدفع فيه هذا المبلغ في سوق الانتقالات، قامت الدنيا ولم تقعد، وها نحن نصل إلى مائة وخمسة وعشرين مليون يورو «نحو نصف مليار درهم»، في لاعب مثل بوجبا، وسمعت أن هناك من دفع ربع مليار يورو في ميسي، فهل برأي أصحاب السقوف، يمكن تحديد سعر أعلى للموهبة، أو راتب شهري ثابت للاعب أمامه سوق انتقالات محلية وعربية وخارجية، وعقود من تحت الطاولات، وزملاء قد لا يقبضون الأموال، بل يتم منحهم هدايا وسيارات وبيوتاً وامتيازات بدلاً من العقود المكتوبة. لا أعتقد أنه من المنطقي أن نقول إن الأندية تلتزم بالسقوف، وهي نفسها التي تخرقها، وأي شخص له علاقة بكرة القدم يعرف رواتب اللاعبين «الحقيقية»، وليس الموجودة في السجلات الرسمية، وبالتالي فترك المسألة من دون سقوف، أفضل من وضع حدود لن يلتزم بها أحد، وعلينا أن نجد أبواباً حقيقية للاستثمار، وإيقاف اعتماد الأندية على الدولة، أو كرم رؤسائها، فكرة القدم تجارة رابحة لمن يعرف كيف يديرها.