إدارة ترامب وفت بوعدها باتخاذ موقف أكثر صرامة ضد الهجمات الإلكترونية الأجنبية هذا الأسبوع، عندما وجهت اتهامات لقرصان إلكتروني مفترض يشتغل لحساب الحكومة الكورية الشمالية على علاقة بسلسلة من الهجمات الإلكترونية المدمِّرة، مثل الهجوم الذي استهدف شركة الإنتاج في هوليود «سوني بيكتشرز إنترتينمنت».
ولكن مرة أخرى، قوّض الرئيس دونالد ترامب جهود إدارته من خلال تصريحاته المرتجلة. فقبل إعلان وزارة العدل عن الاتهامات بساعات، أشاد ترامب بالزعيم الكوري الشمالي «كيم جونج أون» على «تويتر»، حيث شكره على «الثقة القوية في الرئيس ترامب»، والمفاوضات حول كبح برنامج بيونج يانج للأسلحة النووية. وأدلى بتصريحات مماثلة في تجمع مساء الخميس بولاية مونتانا. هذه الهوة بين كلمات ترامب وأعمال إدارته أخذت تُحبط الجهود الحكومية الرامية لإعداد مخطط منسق لردع هجمات إلكترونية من خصوم أجانب.
فبينما اتخذت الإدارة الأميركية خطوات لمعاقبة التدخل الروسي في انتخابات 2016 عبر فرض عقوبات، وتوجيه اتهامات لعملاء روس، شوّش ترامب بشكل مماثل على رسائل إدارته، من خلال إلقاء الشك على تصميم قادة أجهزة الاستخبارات الأميركية على أن الكريملن مسؤول عن الاختراق الإلكتروني، وقول كلام جميل في حق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. والانفصال نفسه ظهر مرة أخرى يوم الخميس الماضي، عندما لم يخصص ترامب أي تغريدة أو بيان بمناسبة المرة الأولى، التي توجه فيها الولايات المتحدة اتهامات لعميل كوري شمالي في حملة قرصنة.
وعلى الرغم من أنه من غير المرجح أن يرى أي من المتآمرين المفترضين قاعة محكمة أميركية، فإن الكشف عن الاتهامات والوثائق الكثيرة لحملة القرصنة يهدفان إلى ردع هجمات في المستقبل، خاصة حين تكون مقرونة بتدابير أخرى مثل العقوبات، غير أن هذه الأعمال تفقد قوتها وتأثيرها من دون دعم كامل من الرئيس. وعلى سبيل المثال، فإن إشادة ترامب بكيم يوم الخميس الماضي كانت تتباين بقوة مع تصريحات مسؤولين من أجهزة إنفاذ القانون الأميركية كانوا قد انتقدوا بشدة حملة القرصنة التي تقف وراءها الحكومة الكورية الشمالية باعتبارها «مسيئة لكل من يحترم حكم القانون والقواعد الإلكترونية التي تتبعها الدول المسؤولة».
 
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»