قامت دولة الإمارات العربية المتحدة في رحلة بنائها ونهضتها على العديد من المعايير الهادفة إلى تحقيق حياة ذات جودة مستدامة، تتوافر فيها كل مسببات الرخاء والسعادة للمواطنين والمقيمين على حدٍّ سواء، انطلاقاً من الخطوة التي أسس لها الأب المؤسس، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، باعتبار السعادة أحد أهم الأركان التي يجب أن تتوافر في الحياة الكريمة أو في الدولة المتقدمة، والتي لا يمكن أن تتحقق إلا بزيادة منسوب جودة الحياة، وتنامي الشعور بالأمان، وانتشار قيم المساندة والعطاء، الأمر الذي أوصل دولة الإمارات لأن تكون الأسعد عربياً في النسخة الأخيرة من المؤشر العالمي للسعادة.
وبحسب دراسة أجرتها «سيجنا» العالمية، حول صحة الموظفين 2018، سجلت دولة الإمارات معدل رفاه أعلى من المعدل العالمي. وقال المُستَطلَعون إن مستوى جودة الحياة والرفاه العام في دولة الإمارات مستقر، مؤكدين ازدياد الثقة بقدرتهم على إدارة تكاليف معيشتهم الحالية والمستقبلية، حيث اعتمدت الدراسة على معرفة مصادر قلقهم بشأن صحتهم وتحديد مستوى شعورهم بالرفاه، ضمن خمسة محاور رئيسية، هي: الوضع الجسدي، والأسري، والاجتماعي، والمالي، وبيئة العمل. كما تصدرت إمارتَا دبي وأبوظبي قائمة أفضل مدن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا للعيش في 2018، وفقاً لنتائج الاستطلاع الذي نشرته وحدة «إيكونومست إنتليجنس»، التابعة لمجلة «إيكونومست» البريطانية، عبر تقييم لمستوى الرفاهية وراحة العيش، استناداً إلى مجموعة معايير تتعلق بالاستقرار، وجودة الرعاية الصحية، والثقافة والبيئة، وجودة التعليم، وجودة البنية التحتية.
لقد توالت البيانات الخاصة بمؤشرات جودة الحياة بالتأكيد على المقدار المرتفع الذي تمتاز به دولة الإمارات في مؤشر جودة الحياة، حيث أصدر موقع «نمبيو» تقريراً في يناير الماضي، يقيس مستويات المعيشة في 60 دولة، أكد فيه أن دولة الإمارات حلت في المرتبة الأولى عربياً، والـ 21 عالمياً، في مستوى جودة الحياة. إن الخطط التنموية المستدامة، التي تعمل عليها حكومة دولة الإمارات، والرامية إلى تحقيق منسوب عالٍ من الرفاه والأمن والسعادة لمواطنيها والمقيمين فيها، إنما يدل على حجم اهتمام القيادة الرشيدة، ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، بتوفير كل مسببات الراحة والرفاه، والنظر إلى جودة الحياة كمنظومة متكاملة تقوم على إقرار برامج ومبادرات شاملة، تواكب فضلى الممارسات العالمية، وتضمن استدامتها مستقبلاً.
وفي يوليو الماضي، وخلال جلسة بعنوان «السعادة وجودة الحياة: الغاية الأسمى للتميّز الحكومي» ضمن أعمال مؤتمر مصر للتميز الحكومي 2018، قالت معالي عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة الدولة للسعادة وجودة الحياة، مدير مكتب رئاسة مجلس الوزراء، إن جودة الحياة تمثل المحصلة النهائية للعمل الحكومي المتكامل المتميز في القطاعات كافة، حيث تتركز الجهود على كل ما يحقق السعادة لأفراد المجتمع، ويرتقي بجودة حياتهم، وتستند إلى منظومة متكاملة من الاستراتيجيات، التي تستهدف الارتقاء بالإنسان، وتوفير أعلى مستويات البنية التحتية المتطورة من طرق ومواصلات ومساكن وغيرها.
إن تحقيق الشعور بالرضا والسعادة لدى المواطنين والمقيمين على أرض دولة الإمارات، يعدّ إحدى أولويات القيادة الحكيمة، التي تضع تنمية الإنسان ورفاهيته في صدارة الأهداف الوطنية الاستراتيجية، تماشياً مع «رؤية الإمارات 2021»، التي تستهدف توفير مقومات الرفاه، وتحقيق جودة حياة أفضل للمجتمع، عبر تكريس السعادة كأسلوب حياة، تنطلق من أفضل مستويات يحظى بها الأفراد على صعيد الصحة الذهنية، والجسدية، والعاطفية، ويحظون بعيش رغيد، ونمط حياة متكامل، تعززه الخدمات التي يحصلون عليها، ما ينعكس على انخراطهم في أنشطة اجتماعية وثقافية متنوعة، تعبّر عن مقدار السلام الذي يعيشونه، ويجابهون من خلاله المشكلات بمشاعر إيجابية، فينعمون بحياة حافلة بالأمل والسعادة.
 
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية