لا تقل آراء «الجمهوريين» من الأميركيين العاديين، التي تكشف عنها استطلاعات آراء الناخبين، عن كونها مصدر إزعاج. ودعونا نبدأ باستطلاع للرأي أجرته مؤسسة «إبسوس» العالمية للتسويق، والذي نشر نتائجه موقع «ذا ديلي بيست». فقد كشف استطلاع الرأي أن 43 في المئة ممن يعرفون أنفسهم بأنهم «جمهوريون» قالوا إنهم يعتقدون أنه «ينبغي أن تكون لدى الرئيس صلاحية إغلاق المنصات الإخبارية التي تسيء التصرف».
وعندما سئلوا هل ينبغي أن يغلق الرئيس دونالد ترامب «واشنطن بوست» و«سي. إن. إن» و«نيويورك تايمز»، أجاب 23 في المئة من «الجمهوريين» بالقبول!
وهذه النتائج مقلقة بوضوح بالنسبة لي كعضو في «السلطة الرابعة». لكن في عصر ترامب، أضحت التجاوزات بحق وسائل الإعلام أمراً طبيعياً.
والأكثر إزعاجاً بالنسبة لي كمواطن هو أن أولئك المؤيدين لترامب يمنحوه الصلاحية طوعاً ورغباً، لتجاوز التعديل الأول من الدستور الأميركي، مدمرين بذلك جزءاً جوهرياً من الديمقراطية الأميركية التي لا يحبها الرئيس ترامب، وهو أمر مثير للقلق. وإما أنهم لا يعرفون أو لا يكترثون بما كتبه قاضي المحكمة العليا «هوجو بلاك» في صحيفة «نيويورك تايمز» عام 1971: «إن الآباء المؤسسين قصدوا أن تكون الصحافة في خدمة الشعب وليس الحكومة». بيد أن أولئك المقوضين للتعديل الأول سيجعلون الولايات المتحدة تنضم إلى أعداء حرية الصحافة في أرجاء العالم.
والعداوة التي يكنها بعض أنصار ترامب للمعارضة وقبولهم لخصوم أميركا أمر مثير للدهشة، فهناك صورة متداولة تظهر رجلين في منتصف العمر بأحد حشود ترامب الانتخابية بأوهايو، وأحدهما يعتمر قبعة كتب عليها: «لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى»، وكلاهما يرتديان قميصين طبع عليهما رسالة مفادها: «أفضل أن أكون روسياً على أن أكون ديمقراطياً»!
ويبدو أن ولع «القاعدة الشعبية للجمهوريين» بروسيا، بسبب انسجام ترامب مع الكرملين، أمر واسع النطاق أكثر مما يتصور البعض، لدرجة أن استطلاعاً للرأي أجرته «مونكي بول» و«ياهو فاينانس» في يوليو الماضي، أظهر أن 11 في المئة من «الجمهوريين» اعتبروا أنه «من الملائم» أن تتدخل روسيا في انتخابات التجديد النصفي لو أن ذلك سيساعد في حفاظ حزبهم على السيطرة على الكونجرس، بينما اعتبر 29 في المئة أنها «لن تكون مشكلة كبيرة».
 
كولبرت كينج
كاتب أميركي
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»