«روسيا ربحت في الشرق الأوسط».. ودعوة لفرض عقوبات على سوريا «تشينا ديلي» في افتتاحيتها المنشورة أمس، وتحت عنوان «التحرك العسكري وحده يُعقّد الموقف في الشرق الأوسط»، أشارت «تشينا ديلي الصينية إلى أن الضربات الصاروخية والجوية التي شنتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على مواقع سورية ليلة الجمعة الماضية، كانا - من وجهة نظر «زاو جوانجتشينج» الباحث بمعهد «الدراسات الشرق أوسطية» بجامعة «نورثويستيرن» الأميركية- نتيجة التصعيد الحاصل في النزاع بين الولايات المتحدة وروسيا، خاصة أن قوات المعارضة التي تتلقى دعماً أميركيا قد خسرت المعركة على الأرض، ما استدعى تدخلاً عسكرياً مباشراً. ومن وجهة نظر أميركية- هكذا يقول «جوانجتشينج» الذي استطلعت الصحيفة رأيه، فإن إدارة ترامب تأمل في تحقيق إنجازات دبلوماسية في الأزمة السورية لتعزيز موقف ترامب أمام مؤيديه، وترجيح كفة «الجمهوريين» في انتخابات التجديد النصفي المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل. إدارة ترامب فضّلت استخدام مواقف قوية تجاه كل ما يتعلق بروسيا، سواء قضية تسميم الجاسوس الروسي السابق «سيرجي سكريبال» في لندن أو الأزمة السورية.، لكن إدارة ترامب ظلمت الشعب السوري، لأن «الربيع العربي» الذي اشتعل قبل 7 سنوات، حظي بدعم أميركي، وهذا«الربيع»، هو الذي قاد سوريا نحو أتون الحرب. والآن - تقول الصحيفة- إن الولايات المتحدة تسعى إلى تمديد عمر الكابوس السوري. ومن المبكر التنبؤ بمآلات الوضع الراهن في سوريا، لكن الشيء المؤكد أن الشعب السوري سيعاني لمدة أطول وذلك بسبب الولايات المتحدة. الصحيفة استطلعت رأي باحث آخر هو «وانج جينجلي»، وهو يعمل في وحدة «دراسات الشرق الأوسط» بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، ولديه قناعة بأن ترامب كرجل أعمال ناجح، يأمل في تعظيم مكاسب الولايات المتحدة جراء استخدام القوة العسكرية في سوريا، لكن يبدو أن مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ليست كما يزعم «ترامب»، فهي تكمن في إحداث الفوضى في المنطقة وليس إحلال الاستقرار فيها، ذلك لأن الفوضى ستوفر مبررات كافية لواشنطن كي تتدخل في شؤون المنطقة. وحسب «جينجلي»، فإن الاستراتيجية الأميركية والمنافسة القائمة بين واشنطن وموسكو تعقدان الأزمة السورية. فالولايات المتحدة ارتكبت خطأين على الأقل في الشرق الأوسط، خلال السنوات القليلة الماضية: فأولاً فشلت في لعب دور مسيطر في الحملة على تنظيم «داعش»، وثانياً: أساءت إلى حلفائها العرب عندما اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل. وعلى النقيض من السياسة الأميركية، نجحت روسيا في زيادة نفوذها بالمنطقة، وذلك من خلال التنسيق مع وكلاء محليين مثل تركيا وإيران، ومن الإنصاف القول - حسب «جينجلي» - إن روسيا ربحت من انخراطها في الشرق الأوسط. وهذا التصور، قد يبرر قرار ترامب بشن هجمات جوية وصاروخية على سوريا أملاً في إضعاف روسيا أو تخويفها، لكن هذه الاستراتيجية ليست فعالة لأن روسيا مصرة على الدفاع عن مصالحها في الشرق الأوسط. «تورونتو ستار» في افتتاحيتها المنشورة أول أمس، وتحت عنوان «ثمن ضخم يتعين دفعه: داخل قرار ترامب بقصف سوريا»، رأت «تورونتو ستار» الكندية أن الضربات الصاروخية الجراحية كانت مقيدة جداً عند مقارنتها بمحتوى تغريدات ترامب التي سبقتها، ذلك لأن الرئيس الأميركي كان قد غرّد قبيل الضربة محذراً الأسد وحكومته وحلفاءه الروس والإيرانيين بثمن باهظ سيدفعونه، وغرّد أيضاً بما يفيد أن «الصواريخ قادمة..صواريخ لطيفة وجديدة وذكية!»، ويبدو أن الحوار بين الرئيس ومستشاريه المعنيين بالأمن القومي كان أخف أو أقل حدة من تغريدات ترامب، وأن هذا الحوار توقف عند مخاوف من خوض مواجهة ضد روسيا. وتحذر الصحيفة من غياب استراتيجية أميركية واضحة في التعامل مع الأزمة السورية، ما يجعل النقاش الأميركي حولها معقداً، وذلك علماً أن ترامب كان قد دشّن حملته الانتخابية مستنداً إلى فكرة «عدم التدخل الخارجي»، وتعهد بالانسحاب من الشرق الأوسط تجنباً للتكلفة المادية والبشرية التي يتحملها الأميركيون. اللافت- تقول الصحيفة- أن ترامب سخِر من سلفة أوباما لأن الأخير كان يدرس احتمال القيام بعمل عسكري ضد سوريا، لكنه تراجع، ويزعم ترامب أن المشاكل تفاقمت في سوريا لأن أوباما لم يقم بتفعيل «خطوطه الحمراء». ترامب يُصر على أن الضربات تضعف قدرة النظام السوري على إنتاج أسلحة كيمياوية، ولدى ترامب أمل في أن تردع الضربات نظام بشار وتحول دون استخدامه هذا النوع من الأسلحة ضد شعبه في المستقبل. الصحيفة نوّهت إلى أن ترامب كان بريد ضربة عاجلة، لكن وزير الدفاع «جيم ماتيس» ورئيس هيئة الأركان المشتركة «جوزيف دانفورد» طلبا المزيد من الحوار لدراسة العملية بعناية، وهما أوضحا للرئيس مخاطر الانخراط في سوريا والتي قد تحمل في طياتها التصعيد ضد روسيا وإيران والانغماس بشكل أكبر في الحرب الأهلية السورية، وربما تعريض القوات الأميركية لهجمات تشنها ميليشيات موالية لإيران مثلما حدث أثناء الوجود العسكري الأميركي في العراق. «ذي كوريا هيرالد» في مقاله المنشور بـ«ذي كوريا هيرالد» الكورية الجنوبية، يوم الخميس الماضي، وتحت عنوان «سوريا تجعل استخدام الأسلحة الكيماوية مألوفاً»، أشار «زاهر سحلول» إلى أن بشار الأسد، وبمساعدة حلفائه الروس والإيرانيين قصف بلدة «دوما»، بعدما فشلت المفاوضات إلى أجريت بين النظام وعناصر «جيش الإسلام» الفصيل الذي يسيطر على البلدة، التي كان عدد سكانها قبل اندلاع الحرب الأهلية السورية قرابة 500 ألف نسمة، وموقع الهجوم الكيماوي الأخير في دوما، لا يبعد كثيراً عن الغوطة الشرقية، المنطقة التي تلقت في أغسطس 2013 ضربة كيماوية، وراح ضحيتها 1400 سوري. الكاتب، وهو رئيس مؤسسة «ميد جلوبال» غير الربحية التي تُعنى بتقديم المساعدات الطبية في مناطق النزاعات، يرى أن عدم معاقبة من يستخدم الأسلحة الكيماوية، يجعل استخدامها أمراً مألوفاً، وربما يعطي ضوءاً أخضر لأنظمة أخرى ومستبدين آخرين لاستعمال هذه الأسلحة وهم يشعرون أن لديهم مناعة وحصانة من العقاب. وضمن هذا الإطار، لفت الكاتب الانتباه إلى استخدام غاز الأعصاب VX في اغتيال الأخ غير الشقيق للرئيس الكوري الشمالي كيم أون في ماليزيا في فبراير 2017، كما تم استخدام عنصر «نوفيشك» في تسميم الجاسوس الروسي السابق «سيرجي سكريبال» وابنته «يوليا» في جنوب إنجلترا، علماً أن العناصر الكيمياوية في أوروبا تم استخدامها للمرة الأولى خلال الحرب العالمية الثانية. «جابان تايمز» في افتتاحيتها ليوم أمس، وتحت عنوان «على اليابان المشاركة في الدعوة لعقوبات حقيقية ضد سوريا»، رأت «جابان تايمز» اليابانية أن العمليات العسكرية الأخيرة ضد نظام الأسد، والتي استهدفت للمرة الثانية منشآت عسكرية ومراكز بحوث يمكن اعتبارها ضمن البنى التحتية لإنتاج الأسلحة الكيمياوية، لن تردع هذا النظام، فالمرة الأولى، بعد الهجوم الكيمياوي على خان شيخون في أبريل 2017، شنت الولايات المتحدة هجوماً بـ59 صاروخ كروز، والمرة الثانية قبل أيام استخدمت 105 صواريخ تم إطلاقها من الطائرات والسفن. وتبرر الصحيفة عدم ردع الضربات لنظام الأسد، بحيث لا يكرر شن هجمات كيمياوية مرة أخرى، بإصرار الإدارة الأميركية على سحب قواتها من سوريا، وبدعم روسيا للنظام داخل مجلس الأمن، وتحتاج طوكيو موقفاً صارماً تجاه استخدام أسلحة الدمار الشامل، في ظل وجود تحذيرات كورية شمالية، والمطلوب أن تدرك بيونج يانج أنها ستتعرض لعقاب شديد في حال استخدمت هذا النوع من الأسلحة. وتدعو الصحيفة اليابان إلى الانضمام للغرب في المطالبة بفرض عقوبات على سوريا وبناء استراتيجية تتجاوز مجرد العقاب.