في الأسبوع الماضي كتبت عموداً ذكرت فيه أنه يتعين على الليبراليين القلقين بشأن الفشل المستمر في التجربة الأميركية التفكير في العلاجات الاشتراكية. كنت أعلم أنه سيكون هناك بعض الاختلاف وأن معظمه يكمن في سوء النية، والذي عادة ما يتجلى في سوء فهم عميق للجانب الآخر. وهذا يعني أن العديد من المحاورين يتناولون الاشتراكية باعتبارها من نفس نوعية الشيوعية السوفييتية أو النظام الفنزويلي. لم أذكر دول الشمال الأوروبي لكن خصومي سارعوا إلى نبذها من الحديث. وعلى أي حال، فإنها ليست مثالاً جيداً عند قول إن الاشتراكية تعني بالضرورة القتل الجماعي والمجاعة. وهناك من يرى أن السويد والدنمارك ليست دول اشتراكية.. إنها دول رأسمالية تميل إلى إعادة التوزيع. في هذه الحالة، فإن الجدل حسن النية هنا -وفيه نحاول جميعاً فهم ما الذي يعنيه معارضونا، وأن نرد من خلال الحجج التي نعتقد حقاً أنها ربما تقنعهم – يدور حول ما إذا كانت هناك أي أمثلة جيدة للاشتراكية. أو، بعبارة أخرى، هل بلدان الشمال الأوروبي هي دول اشتراكية؟ أعتقد أنه من المنطقي التفكير في الاشتراكية على نطاق واسع، أي هل الدول والسياسات اشتراكية إلى حد قريب أو بعيد. ومن الإنصاف أن نقول إن الرعاية الصحية التي تحصل على تمويل من جهة واحدة، هي سياسة اشتراكية أكثر منها رعاية صحية خاصة قائمة على السوق. ولكن هذا لا يعني أن هذا النظام هو أكثر سياسة صحية ذات طابع اشتراكي يمكن للمرء أن يحلم بها، ولا أن الدولة التي تستخدم هذا النظام هي دولة اشتراكية بحكم الواقع. إن دول الشمال الأوروبي تشتهر بنظم الرعاية الكريمة: التعليم الجامعي المجاني، والرعاية الصحية الشاملة، وإجازات رعاية الطفل الطويلة مدفوعة الأجر، ورعاية الطفل المدعومة بشكل كبير. لكن ميولها الاشتراكية لا تقتصر على سياسات «إعادة التوزيع». وهذا يعني أن شعوب دول الشمال الأوروبي قد قطعت شوطاً طويلاً نحو تحقيق المساواة، أي أن اشتراكية دول الشمال الأوروبي قريبة جداً من نوع الاشتراكية الذي يرضيني. اليزابيث بروينج: كاتبة أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»