أهداف الصين بأفريقيا.. ودروس الإنذار الكاذب بـ«هاواي» «ذا هيندو» صحيفة «ذا هيندو» علّقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء على الاحتجاجات التي اندلعت في تونس تزامناً مع الذكرى السابعة لـ«ثورة الياسمين»، معتبرةً أن هدفها هو تعزيز المكتسبات الهشة التي تحققت في ثورة 2011. ووفق الصحيفة، فإن السبب المباشر الذي أدى إلى اندلاع هذه المظاهرات هو العناصر الصارمة التي وردت في الميزانية الأخيرة للحكومة، والتي تُعتبر شرطاً لقرض بقيمة 2.9 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، مشيرةً إلى أن خفض دعم المحروقات وزيادة الضرائب على السيارات والخدمات العامة، كانا من بين التدابير المقترحة لتقليص عجز الميزانية المقدر حالياً بـ6% من الناتج المحلي الإجمالي، إلى 4.9% بنهاية العام الجاري. ومما أجج الغضب الشعبي، تضيف الصحيفة، معدل البطالة المرتفع بين الشباب والمقدر بـ25%، أي قرابة ضعف المعدل الوطني، واستمرار التفاوت بين مناطق البلاد. وإلى ذلك، تشير الصحيفة إلى أن الحكومة كانت وعدت برصد 70 مليون دولار من المساعدات لدعم الفئات الفقيرة في محاولة لإخماد الاحتجاجات، لكنها تعتبر أن «ثمة مؤشرات قليلة جداً على أن الاضطرابات ستنحسر قريباً»، نظراً لأن حزب «الجبهة الشعبية» المعارض وضع سحب الميزانية نصب عينيه. وضمن تصورها لحل هذه الأزمة، ترى الصحيفة أنه يتعين على رئيس الوزراء يوسف الشاهد أن يُظهر تقدماً ملموساً في تطبيق الإصلاحات الديمقراطية من أجل استعادة الثقة في قدرة الحكومة على التعاطي مع الاستياء الشعبي. وفي هذا الإطار، أشارت الصحيفة بشكل خاص إلى قانون مثير للجدل يعود لسنة 2015، أعيد إحياؤه عقب وفاة شرطي مؤخراً، وقانون آخر ليس أقل إثارة للجدل، تم تمريره في سبتمبر الماضي للعفو عن مسؤولين متهمين بارتكاب فساد خلال فترة حكم زين العابدين بن علي. وفي ختام افتتاحيتها، اعتبرت الصحيفة أن تونس تستطيع الاستفادة من الدعم الدولي للحؤول دون انزلاق البلاد إلى حالة الفوضى وعدم اليقين التي شهدتها بعض بلدان المنطقة، مضيفة أن دول الاتحاد الأوروبي بشكل خاص لديها مصلحة في دعم وتشجيع الاستقرار السياسي والاقتصادي بالنظر إلى أمواج المهاجرين الذين يتدفقون على القارة من أفريقيا الشمالية. «تشاينا دايلي» صحيفة «تشاينا دايلي» الصينية أفردت افتتاحية عددها ليوم الاثنين للرد على الاتهامات التي توجه للصين، لاسيما من قبل بعض البلدان الغربية، بخصوص انخراطها الاقتصادي المتنامي واستثماراتها المتزايدة في أفريقيا، مشددة على أن دورها في القارة السمراء قائم على الثقة المتبادلة والمصلحة المشتركة. وقالت الصحيفة: «مهما يكن عدد الطرق والمدارس والمستشفيات التي تبنيها في القارة، ومهما يكن حجم إسهاماتها في الاقتصادات الأفريقية، فإن الصين، وفق بعض الغربيين، لا يمكنها أن تفعل أي شيء جيد في أفريقيا»، مضيفة: «هؤلاء الأشخاص ينشرون أكاذيب مفادها أن الصين ليست سوى بلد كولونيالي جديد ينهب موارد أفريقيا وأن الأموال التي تضخها في أفريقيا، من دون أي شروط سياسية، لا تؤدي إلا إلى إغناء بضعة مسؤولين فاسدين.. واليوم ها هم يوجهون أصبع الاتهام من جديد إلى الصين، معتبرين أن تمويلها لمشاريع في أفريقيا لا يؤدي إلا إلى إثقال كاهل هذه البلدان بمزيد من الديون». وفي معرض دحضها لهذه الاتهامات، اعتبرت الصحيفة أن وزير الخارجية الصيني «وانغ وي» كان على حق في تفنيده لكل هذه الادعاءات جملة وتفصيلاً خلال زيارته إلى أنغولا يوم السبت الماضي، معتبرةً الاتهامات خبيثةً وشريرةً لأنها تهدف إلى دق إسفين بين البلدان الأفريقية والصين وتشويه سمعتها الدولية. وأشارت إلى أن الصين باتت اليوم أكبر شريك تجاري لأفريقيا حيث تضاعف حجم التجارة البينية 22 مرة، كما تضاعفت الاستثمارات غير المالية 60 مرة بين سنتي 2000 و2004، مضيفةً أن مشاكل الديون التي تواجهها بعض البلدان الأفريقية هي نتيجة عوامل متعددة، داخلية وخارجية، من قبيل السياسات الحكومية الفاشلة وتغير أسواق الصادرات العالمية على مدى عقود، ومؤكدةً على أن مثل هذه المشكلات لا يمكن حلها سوى من خلال التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستديمة، وهو ما تهدف مشاريع الصين الضخمة في القارة إلى تحقيقه. ثم ختمت بالقول إن الأفارقة أنفسهم هم المؤهلون أكثر من غيرهم للحكم على التعاون الصيني الأفريقي ومزاياه، والحال أن استطلاعات الرأي تؤكد أن غالبية الأفارقة المستطلعة آراؤهم لديهم «رأي إيجابي عموماً» إزاء الدور الذي تلعبه الصين في قارتهم. «جابان تايمز» صحيفة «جابان تايمز» اليابانية خصصت افتتاحية عددها ليوم الاثنين للتعليق على الإنذار الكاذب بتعرض ولاية هاواي الأميركية لهجوم صاروخي، والذي أثار ذعراً كبيراً بين السكان، وخاصة أنه حدث بعد فترة قصيرة على التهديدات المتبادلة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، مشددةً على ضرورة استخلاص الدروس والعبر المناسبة من هذا الحادث. مسؤولو الولاية أعلنوا أن الإنذار الكاذب يعزى إلى خطأ بشري؛ واعتذر حاكم الولاية للسكان، مشيراً إلى أن الأمر حدث بعد أن ضغط موظف على «الزر الخطأ». لكن الصحيفة ترى أن هذا الحادث ينطوي على عدد من الدروس على اعتبار أنه «يذكِّر الجميع بواقع التوتر الذي يطغى على الأوضاع السياسية في شمال شرق آسيا». فهاواي تحتضن «قيادة المحيط الهادئ»، التي ستوجه القوات الأميركية في حال اندلاع حرب في هذا الجزء من العالم. وعلى غرار اليابان، تضيف الصحيفة، فإن هاواي باتت اليوم ضمن مدى الصواريخ الكورية الشمالية، التي دفعت الولايات المتحدة إلى نشر بطاريات صواريخ دفاعية على الجزر، وتطوير أنظمة الإنذار.. لتخلص إلى أنه «من المهم أن يدرك صناع القرار الأميركيون واقع الأخطار الإقليمية، وألا يقللوا من شأنها باعتبارها تهديدات مجردة أو بعيدة». ثم أضافت: «وإذا كان هذا الحادث يعزز ذاك الإدراك، فإن صناع القرار أولئك سيفهمون الأخطار الموجودة والعواقب الممكنة لأي عمل متسرع أو متهور». ومن جهة أخرى، اعتبرت الصحيفة أن الحادث كشف عن غياب التخطيط والتحضير على أعلى مستويات الحكومة الأميركية، مشيرةً في هذا الصدد إلى أن البيت الأبيض لم يكن على علم بالتطورات في هاواي، وأنه حتى بعد أن اعترف مسؤولو هاواي بأن خطأً بشرياً كان وراء الحادث، كان مسؤولو الإدارة يرددون أن الأمر يتعلق بـ«تمرين تجريه الولاية». ثم ختمت بالتشديد على أهمية أن يعي أعضاء الحكومة الأميركية، وخاصة الرئيس، خطورة الحرب وفداحة عواقبها، مضيفةً أن حادث الضغط على الزر الخطأ الذي وقع الأسبوع الماضي في هاواي يفترض أن يعزِّز هذه الرسالة. إعداد: محمد وقيف