يستقبل العالم غداً أول أيام السنة الميلادية الجديدة. وبهذه المناسبة تحتفل الإمارات رسمياً وشعبياً مع مختلف الجنسيات المقيمة على أرض الدولة بشكل استثنائي بحلول 2018، العام الذي يتخذ على المستوى الإماراتي نكهة خاصة، بعد أن تم اعتماده تحت اسم «عام زايد»، لتتجه كل الجهود طوال الشهور القادمة للاحتفاء بنهج مؤسس الاتحاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، بحيث تتم ترجمة أقواله وسيرته الأبوية الملهمة إلى برنامج عمل لمضاعفة الإنتاج وتحدي الصعاب والاعتزاز بتحقيق الإنجازات. ولا شك أن «عام زايد» سيكون ملهماً ومحفزاً لتأمل محطات بناء صرح الاتحاد، وكيف أثمرت جهود المؤسس وتحولت إلى منجزات عملاقة يفتخر بها كل إماراتي وعربي. إماراتياً سوف يحمل العام الجديد في جعبته الكثير من الأنشطة ذات الصلة بإحياء ذكرى مئوية الشيخ زايد. ومن ضمن أبرز الفعاليات المرتقبة، العروض الإعلامية التي سوف تنشرها «طيران الإمارات» عبر صفحات مجلتها الشهرية «الأجواء المفتوحة» التي تصدر بطبعتين، عربية وإنجليزية، ويتصفحها رواد رحلاتها من مختلف الجنسيات الذين يبلغ عددهم 5 ملايين راكب يسافرون شهرياً على متنها عبر قارات العالم. وتركز العروض الصحفية لطيران الإمارات على مآثر الشيخ زايد، في سياق فعاليات «عام زايد» وضمن التركيز على الاحتفال بمناسبة مرور 100 عام على مولد الأب المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، وإلى جانب المقالات المدعومة بصور عن حياته، قامت طيران الإمارات بتزيين عشر طائرات من أسطولها بملصقات تحمل صورة المغفور له الشيخ زايد. وليست مصادفة أن تشارك طيران الإمارات في الاحتفال بعام زايد، لأن هذه الشركة الوطنية تمثل قلعة اقتصادية ضخمة، وإلى جانب كونها تعتبر من الناحية الرمزية سفيرة الإمارات في الأجواء والمطارات العالمية الكبرى، فإنها كذلك ثمرة لصعود ونهضة الدولة التي قاد بواكير اتحادها زايد المؤسس. صحيح أن المنجزات كثيرة ومتنوعة، إلا أن حجم النجاح الذي حققته الإمارات على مستوى الملاحة الجوية العالمية يستحق الاعتزاز ويمثل درساً في التميز الذي وصل إلى مستوى لفت انتباه الآخرين بل وإثارة حقد البعض! وتتمثل قوة «طيران الإمارات» في الساحة الدولية في المقدرة على تقديم خدمة راقية تنافس الشركات العالمية الكبرى، وتاريخ «طيران الإمارات» يحكي عملياً مسيرة شركة عملاقة استطاعت منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي أن تبني أسطول طائرات يعد حالياً الأقوى والأحدث على مستوى العالم، وجعلت من هذه الشركة الوطنية فخراً لكل مواطن إماراتي. ونتيجة لتغلب «طيران الإمارات» على الشركات الأخرى، حاولت كبريات الناقلات الأميركية الدخول في معركة منافسة مع الشركة الإماراتية وتشكلت تحالفات بين عدة شركات طيران أميركية بهدف هزيمة الشركة الإماراتية، لكن جميع محاولات شركات الطيران الأخرى باءت بالفشل، وقبلها سقط التحدي الكندي الذي حاول الوقوف ضد الناقلات الإماراتية منذ سنوات قليلة. في خانة الإنجازات التي حققتها «طيران الإمارات» الكثير مما لا يمكن حصره، ويكفي أنها بدأت مسيرتها بطائرتين مستأجرتين، ووصلت إلى امتلاك أسطول عالمي يقترب من 300 طائرة، ومن أحدث إنجازاتها إطلاق «أكاديمية الإمارات لتدريب الطيارين» التي تعد أحدث وأكبر منشأة لتدريب طياري الشركة. وخلال العام 2017 حصدت أربع جوائز عالمية، هي جائزة «أفضل ناقلة جوية في العالم»، و«أفضل درجة أولى»، و«أفضل صالة درجة أولى»، و«أفضل برنامج لمكافأة ولاء المسافرين الدائمين». وأمام هذا العملاق الاقتصادي الإماراتي، ينبغي على بعض الحكومات المغامرة أن تتوخى الحذر من ارتكاب حماقات غير مدروسة قد تعود عليها بالخسائر، لأن دول العالم في النهاية هي من تحتاج إلى خدمات «طيران الإمارات» وليس العكس. ورغم أولوية الاقتصاد في سلم اهتمامات الدولة، فإن الإمارات ليست فقط شركات اقتصادية عملاقة، بل هي أيضاً درة العرب بأخلاق شعبها وأفعالها ووفائها ووقوفها إلى جانب حلفائها. ولا ننسى أن الإمارات كانت سباقة وأخذت على عاتقها حماية جميع العرب من الأفكار الهدامة التي يروجها تيار الإسلام السياسي وعلى رأسه جماعة «الإخوان» الإرهابية?، فحماية الأجيال القادمة وتوجيه طاقاتها نحو ما يخدم مستقبلها يبدأ بحماية العقول من فيروس التطرف والانحراف الفكري الذي يقود إلى الإرهاب وضياع القدرات والطاقات الشابة وازدهار الفوضى، وعندما نقضي على التطرف تتوفر ظروف الاستقرار الذي يقود إلى التنمية والازدهار، وهذا هو نهج الإمارات منذ عهد زايد. ------------ *كاتب إماراتي