لننحِّ الآن جانباً الضرائب المفروضة على الكربون والسكر: فالضريبة العالمية القادمة ربما تكون على اللحوم. إذ يراهن بعض المستثمرين على أن الحكومات في جميع أنحاء العالم ستجد وسيلة لبدء فرض ضرائب على إنتاج اللحوم بهدف تحسين الصحة العامة، وتحقيق أهداف خاصة بالانبعاثات منصوص عليها في اتفاقية باريس للمناخ الهادفة للحد من الاحتباس الحراري. فقد بدأ المستثمرون في دفع الشركات لتنويع منتجاتها وإضافة البروتين النباتي، أو حتى اقتراح أن يستخدم منتجو الثروة الحيوانية «سعر ظل» للحوم -على غرار سعر الكربون الداخلي- لتقييم التكاليف المستقبلية. وقد تواجه اللحوم نفس مصير التبغ والكربون والسكر، التي تخضع للضرائب وفقاً لتقرير أعدته مؤخرا مجموعة مستثمرين تدعى «مبادرة مخاطر وعائدات الاستثمار في حيوانات المزرعة». وقد ناقش المشرعون في الدنمارك وألمانيا والصين والسويد خلال العامين الماضيين مسألة فرض ضرائب متعلقة بالثروة الحيوانية، وذلك من ضمن فكرة لاقت مقاومة كبيرة. ووفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة، فإن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناجمة عن الماشية تشكل نحو 14.5% من إجمالي الانبعاثات في العالم، ما يشير إلى توقعات بزيادة استهلاك اللحوم عالمياً بنسبة 73% بحلول منتصف القرن الجاري، وسط طلب متزايد من اقتصادات مثل الهند والصين. وقد يؤدي هذا إلى زيادة التكاليف الصحية والبيئية بقيمة 1.6 تريليون دولار على مستوى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2050، بحسب المبادرة المذكورة. وتعتزم خطة «المشاركة المستدامة للبروتين» التي أعدتها المبادرة، والتي يدعمها حالياً 57 مستثمراً بمبلغ 2.3 تريليون دولار، أن تطلب من 16 شركة أغذية متعددة الجنسيات هذا العام تنويع إنتاجها من مصادر البروتين. ومع ذلك، فإن البروتين النباتي يستحوذ بالفعل على قدر كبير من الطلب على البروتين، مدفوعاً جزئياً بجيل الألفية وتوجه نحو دمج مزيد من الغذاء النباتي في النظم الغذائية الغربية. ويحاول أربعة من كل عشرة أميركيين وكنديين إدراج مزيد من الغذاء النباتي في أنظمتهم الغذائية، وفقاً لمسح عالمي أجرته شركة «نيلسن». وفي هذا السياق قالت «ماريسا لافيف»، المدافعة عن المساهمين في شركة «جرين سنتشري» ومقرها بوسطن: «إلى جانب كل المخاطر التي تواجه صناعة اللحوم، حيث تتحدث عن كميات هائلة من الانبعاثات وتلوث المياه، فإن هذا يتعلق بتنويع ومعرفة المجالات التي من الممكن أن تؤدي إلى النمو في الإنتاج». وأضافت أن الشركة تعتزم تقديم المزيد من المقترحات القائمة على البروتين النباتي في شركات الأغذية هذا العام. ------------------ إيميلي تشاسان* * كاتبة أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»