تمضي دولة الإمارات العربية المتحدة بخطى متسارعة نحو تحقيق رؤاها الاستراتيجية «الإمارات 2021» و«مئوية الإمارات 2071»، التي تستهدف جعل الدولة من أفضل دول العالم على الصعد كافة، وتعزيز تنافسيتها إقليمياً وعالمياً، وتؤمن القيادة الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بأن السبيل لتحقيق ذلك هو خلق كوادر وطنية متسلّحة بالعلم الحديث والمعرفة المتطورة، يكونون قادة المستقبل القادرين على استكمال المسيرة التنموية الضخمة للدولة، ولديهم المهارات والقدرات اللازمة لبناء مستقبل دولة الإمارات العربية المتحدة، واستناداً إلى تلك القناعة، أطلق «مركز محمد بن راشد لإعداد القادة»، مؤخراً، «منظومة محمد بن راشد للقيادة»، التي تُعدّ العنصر الأساسي ضمن رؤية المركز الجديدة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الشهر الماضي، والتي تبرهن على حرص سموه الشديد على انتقاء أفضل القيادات الإماراتية الشابة، وصقل مهاراتهم لتولّي زمام المؤسسات العملاقة داخل الدولة، ووضع معايير وقواعد واضحة لاختيار هؤلاء القادة. وقد جاءت رؤية المركز الجديدة لتكون مرآة لثقافة ورؤية فريدة لدولة تميزت بصناعة المستقبل وتصميمه، وبذلت -وما زالت تبذل- كل غالٍ ونفيس في سبيل الاستثمار في أبناء الوطن بهدف خلق قيادات وعقول رائدة عالمياً ومبتكرة قادرة على مواجهة جميع تحدّيات العصر، وتمكين دولة الإمارات العربية المتحدة من تحقيق أجندتها ورؤيتها الاستراتيجية. وتلبية لتلك الرؤى جاءت «منظومة محمد بن راشد للقيادة» التي تستهدف تطوير ثماني كفاءات رئيسية وهي: التنوع والإشراك، والاستشراف الاستراتيجي، والمواطنة العالمية، والتفكير الريادي، إضافة إلى الشغف والالتزام وخلق القيمة، إلى جانب الاهتمام بالإنسان أولاً، وأخيراً الفضول والمرونة. كما تهدف المنظومة إلى تنمية كفاءات القيادات الشابة من الإماراتيين وقدراتهم في مجالات التفكير الإبداعي، والتعامل مع المتغيرات المتسارعة والابتكار الريادي، وسيقوم البرنامج على أسس التعلم من خلال التجارب الحيّة، التي سوف تعكس واقع تحدّيات بيئة العمل في العالم، ولا يقتصر طموح المنظومة على ذلك فقط، بل تسعى إلى تقديم منهجية علمية وعملية مدروسة لكفاءات وقدرات القيادات المطلوبة للمرحلة المقبلة من مسيرة نمو الدولة وازدهارها. وفي بادرة أخرى تضاف إلى سجل القيادة الإماراتية ذات النظرة الثاقبة وجهودها لتمكين الشباب وصقل قدراتهم ومواهبهم ودعم بناء جيل قادر على تحمّل المسؤولية واتخاذ القرارات مستقبلاً، استكمالاً للنهج الذي تسير عليه الدولة منذ قيام الاتحاد، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مؤخراً، تحويل مراكز الشباب التابعة للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، إلى مجالس الشباب ووزيرة الشباب، مؤكداً سموه أنه سيتم تسليم هذه المراكز ليديرها الشباب بأنفسهم في إمارات الدولة، معرباً عن ثقة سموه بالشباب لإدارة مراكزهم، وهو ما يعتبر قوة مضافة إلى رفع مستوى الكفاءات الوطنية والاستثمار في الكوادر الشابة بما يتواكب مع مضمون رؤى الإمارات. ومع كل مبادرة جديدة يتيقن العالم أجمع أن الله قد حبا دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة حكيمة وفريدة، تتفانى في إعلاء شأن الوطن، وتوفير أفضل سبل الحياة لمواطنيها، وتضع الشباب على رأس قائمة أولوياتها، وتحرص على إشراكهم والاستفادة من طاقاتهم ومعارفهم في تنفيذ البرامج المستقبلية الطموحة للحكومة، وهو ما ينبع من رؤية عميقة وتفكير طموح وواعد ومطمئن، يهدف إلى دفع عجلة التنمية للوصول بالدولة للمكانة التي تستحقها. ومما لا شكّ فيه أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد نجحت في أن تكون محط أنظار العالم كلّه في سنوات ليست بالكثيرة، من خلال رؤية فريدة وجهود حثيثة رسّخت مكانتها، وكما اعتدنا من دولة الإمارات العربية المتحدة أنها تضع رؤى وخططاً مستقبلية يراها بعضهم أحلاماً غير قابلة للتحقيق، فيما تكون الدولة وقيادتها الاستثنائية قد وضعت محددات تلك الخطط وأهدافها بمدى زمني محدد ودقيق، وتحرص أشد الحرص على أن تكون هيئات الدولة ومؤسساتها كافة جزءاً لا يتجزأ من تحقيق تلك الرؤى، وتحظى هذه الخطط بمتابعة دقيقة وحثيثة من القيادة الرشيدة للدولة وجميع المسؤولين. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية