قدم «بيرني ساندرز» السيناتور «الديمقراطي» يوم الأربعاء الماضي، أحدث نسخة من خطته للرعاية الصحية الشاملة، والتي تتكفل بموجبها الحكومة الأميركية بتقديم الرعاية الصحية لجميع مواطنيها، بيد أنه لم يقدم سوى تفاصيل قليلة وأفكار غامضة بشأن تمويلها. وكتب «جوناثان تشيت»، في مجلة «نيويورك» مقالاً مميزاً أشار فيه إلى أن «فكرة أن تكون الحكومة الأميركية هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن تمويل الرعاية الصحية» فرصة تنفيذها معدومة، ولاسيما أن كثيراً من «الديمقراطيين» حبذوا الفكرة منذ سنوات طويلة، ولكنهم لم يتمكنوا أبداً من حل المشكلات السياسية التي تواجه إمكانية التحول إليها. وثمة أمور كثيرة مميزة في مقال «تشيت» بشأن نقاط ضعف «ساندرز» كصانع سياسات. ولكن أيضاً «انعدام الفرصة» أمر غير صحيح تماماً، وفي الحقيقة، هذه الحلقة هي نافذة مثيرة للاهتمام على كيفية عمل الأحزاب السياسية الأميركية، وسبب أهميتها في الوقت الراهن. ومن الناحية المنطقية، لا ينبغي أن يكون هناك إصلاح آخر لنظام الرعاية الصحية على الأجندة «الديمقراطية»، ولاسيما أن جهود «الديمقراطيين» كللت بقانون الرعاية الصحية المحتملة المعروف بـ«أوباماكير»، والذي يحظى، رغم حاجته إلى بعض التشريعات الإضافية، بشعبية كبيرة بين «الديمقراطيين». غير أن «ساندرز» دفع به مرة أخرى إلى صدارة القائمة، ويرجع ذلك بدرجة كبيرة إلى التقدم المفاجئ الذي حققه في المنافسة على الترشيح عام 2016 بسبب تصوره للرعاية الصحية. وعلى الرغم من فشله في نيل الترشيح، لكنه أبلى بلاء حسناً في تعزيز نفوذه. وهكذا ستستمر المعركة السياسية، وسيدفع النشطاء والمانحون وخبراء الحكم في الحزب بالمرشحين في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في 2018، ويدفعون بالفعل مرشحين رئاسيين، للتركيز على بعض القضايا على حساب الأخرى. جوناثان بيرنشتاين: كاتب أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»