أتفق مع ما ذهب إليه د. عبدالحق عزوزي في مقاله: "قصور التفكير... وجذور التكفير" وذلك لأن كثيراً ممن يتبنون تصورات قاصرة وقراءات ضيقة للنص الديني ومن ثم يطلقون أحكام الزيغ والضلال المجانية بحق المختلفين عنهم، إنما يصدرون عن تصور عاجز عن فهم ثقافة المقاصد في الشريعة، بحيث قد يجتزئون السياق ويحرفون الكلم عن مواضعه، فيقيدون مجملاً ويجملون مقيداً، ويضيقون واسعاً، ويمارسون نوعاً من الحجر الوهمي ومحاكمة النوايا بحق الآخر حتى لو كان هذا الآخر هو من يعبر عن حكم الشرع الحنيف. والحل مع هذا النوع من الناس هو توعيته وتوسيع مداركه من خلال تبصيره بحقيقة الشريعة، وأحكامها ومقاصدها الشريفة. وأكثر من ذلك عدم إتاحة الفرصة لهذا النوع من قاصري الفهم والسلوك والمتنطعين والغلاة للتصدر للشأن العام أو للحديث درءاً للفتن التي قد يتسبب فيها جهلهم وسلاطة ألسنتهم الِحداد، وقصورهم الإدراكي والمعرفي المركَّب. عزيز خميس - تونس