وصف الرئيس ترامب الصحف ووسائل الإعلام بأنها «عدو الشعب». وفي الواقع، فإن وسائل الإعلام هي عكس ذلك تماماً: فهي تمارس ضغوطاً على الإدارة وتوفر الشفافية اللازمة والتحليل المتوازن. وهي فعلياً تحافظ تماماً على ديمقراطيتنا، ويمكن حتى أن تلعب دوراً في عملية الانتخاب نفسها. كانت تلك هي الرسالة التي نشرتها «إيثاكا تايمز»، وهي صحيفة أسبوعية صغيرة في مدينة نيويورك، والتي استغلت صفحتها الأولى، من دون أي جعجعة، لطباعة نموذج تسجيل الناخبين. ويمكن للقراء ملء النموذج، وقصه من الصحيفة، وإرساله بالبريد للتسجيل من أجل الإدلاء بأصواتهم.
وتقدم الصفحة الأمامية لجريدة التايمز مثالاً رائعاً لطريقة إيجابية لجعل عملية التصويت أكثر سهولة وخالية من المتاعب. وهناك حاجة لجعل عملية تسجيل الناخبين أكثر سهولة قدر الإمكان أكثر من أي وقت مضى. في عام 2013، ألغت المحكمة العليا جزءاً كبيراً من قانون حقوق التصويت والذي كان من قبل يمنع ولايات بعينها من فرض قوانين صارمة مثل استبعاد الناخبين. ووفقاً لتقديرات مركز «برينان» للعدالة، فإنه خلال الفترة بين 2014 و2016، قامت بعض الولايات باستبعاد ما يقرب من 16 مليون ناخب من القوائم، ما يمثل زيادة مذهلة مقارنة بالأعوام السابقة. وفي وقت سابق من هذا العام، وافقت المحكمة العليا أيضاً على برنامج أوهايو العنيف لاستبعاد الناخبين، والذي يسمح للولاية باستبعاد شخص ما من القوائم إذا كان أو كانت لم تصوت في عدة انتخابات متتالية.
وينبغي على الصحف في جميع أنحاء البلاد أن تحذو حذو «إيثاكا تايمز»، وأن تطبع نموذج تسجيل الناخبين على صفحاتها الأمامية. ولا يوجد يوم أفضل بالنسبة لوسائل الإعلام للترويج للمشاركة الديمقراطية من يوم 25 سبتمبر، الذي يوافق اليوم الوطني لتسجيل الناخبين. وبالإضافة إلى طباعة نماذج تسجيل الناخبين على صفحاتها الأولى، يجب أن تقوم الصحف بإرشاد الناخبين في الولايات التي تسمح بتسجيل الناخبين عبر الإنترنت إلى نموذج التسجيل الإلكتروني. وفي الأماكن الأخرى، يمكن للمواقع الإلكترونية لوسائل الإعلام توجيه الناس لموقع vote.gov، حيث يتسنى للناخبين التعرف على هذه العملية بالنسبة للولاية التي يقطنون بها.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»