الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سلطان القاسمي يفتتح أعمال الملتقى العربي للتراث الثقافي الأول

سلطان القاسمي يفتتح أعمال الملتقى العربي للتراث الثقافي الأول
6 فبراير 2018 23:22
الشارقة (الاتحاد) شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، صباح أمس، افتتاح أعمال الملتقى العربي للتراث الثقافي الذي ينظمه المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي (إيكروم-الشارقة) تحت شعار «المعرفة.. مستقبل تراثنا»، وذلك في فندق شيراتون الشارقة. وشهد سموه الجلسة الأولى للملتقى والتي عقدها المديرون العامون وممثلو المنظمات الإقليمية والدولية، وشارك فيها كل من الدكتور ويبر ندورو مدير عام المركز الدولي لدراسة حفظ الممتلكات الثقافية (إيكروم)، والدكتور خالد إيرين مدير عام مركز دراسات التاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إيرسيكا)، والدكتور معجب الزهراني مدير معهد العالم العربي في العاصمة الفرنسية باريس، والدكتور محمد يونس ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، والدكتورة آنا باوليني ممثلة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، وأدار الحوار أحمد علي الزين. وثمّن المتحدثون جهود صاحب السمو حاكم الشارقة في دعم الهيئات التي تعمل في مجال الثقافة والتراث، واهتمام سموه اللامحدود بحفظ وصون وحماية التراث الثقافي للمجتمع المحلي في الشارقة وخارجها.وتناولت الجلسة الجهود التي تقوم بها الهيئات المختصة بصيانة وحفظ التراث العالمي، وأهمية دعم الجهود العربية لحماية كل الآثار التاريخية العريقة، خاصة في ظل الظروف التي تمر بعدد من الدول العربية، لما يمثله التراث واللغة من أهمية تاريخية تقدم صورة عن المجتمع وهويته.كما أكد المتحدثون في الجلسة على ضرورة تضافر الجهود والتنسيق والتعاون وتوحيد الجهود لإكمال تسجيل المواقع الأثرية والدراسات العلمية وعمليات الترميم وغيرها من تاريخ البلدان والشعوب، لما يمثله هذا الإرث الضخم من ذاكرة للأمكنة والناس، ويُورّث الهوية إلى أجيال المستقبل. بعدها تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بتكريم الفائز بجائزة (إيكروم -الشارقة) لحفظ التراث الثقافي في المنطقة العربية (المواقع والمتاحف)، وهو مشروع - إحياء المركز التاريخي لمدينة بيت ساحور (فلسطين) والمقدم من قبل مركز حفظ التراث الثقافي في المنطقة العربية.وجاء فوز المشروع واختياره من بين 14 مشروعاً عربياً، لما يجسده من أهمية وضرورة في إحياء الوسط العمراني التاريخي لمدينة بيت ساحور، كما تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بمنح شهادة تقدير لمشروع البحث في أنقاض دار -عمر باشا- في دمشق التاريخية والمقدم من المهندس ماهر الرواس، والتي ارتأت لجنة التحكيم أن تقدمها تقديراً لما يجسده هذا المشروع من محاولة جادة لإنقاذ الأنقاض من خلال توثيق الأضرار وتجميع ما تبقى منها من مواد واستعادتها بالبحث العلمي والتوثيق المهني الدقيق.وكان الحضور قد استمع في انطلاقة فعالية الافتتاح إلى عرضٍ فني بآلة العود العربية العريقة قدمه نصير شمة فنان اليونسكو للسلام 2017، إلى جانب مشاهدتهم لعرض مرئي تناول جهود صاحب السمو حاكم الشارقة في دعم التراث والثقافة، وما يقدمه ويسعى إليه مركز إيكروم الشارقة. وأكد الدكتور زكي أصلان، مدير المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي (إيكروم- الشارقة) في كلمته في بداية حفل الافتتاح، أن المركز تمكن بدعم صاحب السمو حاكم الشارقة وبخطى متوافقة مع نهج إمارة الشارقة، وفق رسالة المركز الدولي لدراسة حفظ الممتلكات الثقافية (إيكروم)، من تحقيق الكثير من الأهداف، وصولاً إلى إطلاق الملتقى العربي للتراث الثقافي الذي يركز على أهمية التراث رمز الهوية، وتعزيز ثقافة السلام وأداة لمّ شمل المجتمعات.من جانبه أعرب الدكتور أوليفر مارتن، رئيس المجلس التنفيذي للمركز الدولي لدراسة حفظ وترميم الممتلكات الثقافية (إيكروم)، في كلمته عن بالغ شكره وتقديره لدعم صاحب السمو حاكم الشارقة لقضايا التراث، مشيداً بجهود الإمارة في حفظ الموروث الإنساني والثقافي وصيانة المنتج التراثي والتاريخي، حيث باتت محط أنظار العالم لدورها البارز في حماية التراث العالمي وإنجازاتها ومبادراتها المختلفة.ويعد الملتقى الذي يستمر حتى الثامن من فبراير المقبل، الأول من نوعه في المنطقة الذي يناقش قضايا تطرح للمرة الأولى حول حماية التراث العربي والحفاظ عليه من الأخطار ويستهدف تطوير فلسفة حفظ الأماكن التراثية والأعمال الفنية في العالم العربي والتعريف بها.ويشارك في جلسات الملتقى، أكثر من 150 مسؤولاً وخبيراً، من كبار الشخصيات المحلية والدولية وعلماء الآثـار والمعماريين والجغرافيين وعلماء الأنثروبولوجيا والاِجتماع والمؤرخين ومختصي الحفظ والفلكلور، وغيرهم من المهتمين بالشؤون التراثية والثقافية، لمناقشة كل ما يتعلق بالتراث الثقافي العربي ضمن الاختصاصات المشاركة. «مفهوم التراث الثقافي في المنطقة» ما هو التراث الثقافي ضمن سياق الفكر والثقافة وما الذي يعتبر تراثاً ومن يملك هذا التراث وما الذي يعتبر قيّماً، ومن يقرر ذلك وكيف يمكن للتراث الثقافي أن يوحد المجتمعات وأن يربط الأفراد والمجتمعات بالمكان وكيف يرتبط التراث بواقع ومستقبل المجتمع؟ على وقع هذه الأسئلة بدأت الجلسة الأولى في الملتقى العربي للتراث الثقافي.وتحدث في مستهل الجلسة التي قدمها وأدارها الإعلامي اللبناني ريكاردو كرم، المعماري الفلسطيني راسم بدران، الذي استعرض مجموعة من التصميمات المعمارية التي أنجزها لمبانٍ في دول عربية عدة، متكلماً عن فلسفته كمعماري يركز على جعل المكان معموراً بحضور الناس لا بطابعه الهندسي فحسب. من هنا عمد في معظم تصميماته إلى ربط الصروح المعمارية التي أنجزها، في السعودية خاصة، بسياقها الاجتماعي والثقافي. من جانبها، تحدثت الناقدة اللبنانية ريتا عوض، عن «التراث الثقافي وسؤال الهوية». أما البروفسير يوسف فضل، من السودان، فتحدث مجيباً على سؤالين: ما معنى الأثر المادي ومن يقرر ذلك؟ وقال: «إن الأثر المادي، الذي يشمل المعمار والأهرامات وسواها من المرئيات، مهم ولكن الأثر اللامادي هو الذي يمنح الآثار المادية معناها، فكثير من المرويات الشفهية كان المرجع في تحقيق العديد من الموروثات المادية». وتابع قائلاً: «إن الأثر المادي هو الأثر الذي نراه وننتفع به أو نحتمي به أو نعبّر به وما تفاعل معه الناس.. إلخ. وله قيمة من وجهة نظر تاريخية أو ثقافية أو فنية، ويشمل هذا الإرث الذي يصنعه الإنسان أو الذي يتشارك في صنعه الإنسان والطبيعة». وفي إجابته على سؤال من يقرر قيمة الأثر المادي؟ قال: «الحكومات والمؤسسات ذات الصلة، وذلك بناء على معايير تتواضع عليها لجان أو مؤسسات دولية كاليونسكو والاليسكو».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©