الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النفط الخام الأميركي.. خصائص غير مرغوبة

18 ديسمبر 2017 22:25
أصبح كبار مشتري النفط العالميين أكثر تذمّراً من نوعية مشترياتهم من الخام الأميركي. ولقد اكتشفت كبريات الشركات الآسيوية المتخصصة بتكرير النفط الخام أن خصائص الشحنات الواردة إليها من أميركا كثيرة التنوع وبما يؤدي إلى تذبذب في نوعية المشتقات النفطية التي تنتجها. وكانت طفرة البترول الصخري ونهاية الحظر المفروض على تصدير النفط من الولايات المتحدة، بمثابة النعمة للمشترين الكبار مثل الهند والصين وخاصة عندما بادرت دول النفط التقليدية كالمملكة العربية السعودي، لتخفيض الإنتاج من أجل التخفيف من التخمة التي تعاني منها الأسواق. وفي الوقت الذي تزايدت فيه عمليات شحن الخام المستخرج من «شاطئ الخليج» Gulf Coast الذي يمتد من الشواطئ الجنوبية للولايات المتحدة حتى خليج المكسيك، فإن شركات تكرير النفط بدأت توجه اهتمامها نحو أنواع الخام التي تتميز بخصائصها التركيبية الكيميائية الجيدة. وذلك لأن الخام المستخرج من تكوين «إيجل فورد» الصخري في الولايات المتحدة يتألف من مزيج من أنواع النفط المختلفة الخصائص، ويتم ضخه من آبار تقع إلى الجنوب من ولاية تكساس وعلى مساحة تزيد على مساحة مدينة نيويورك بنحو 65 مرة. ويستخرج خام الشرق الأوسط وأفريقيا وخليج المكسيك، من سلسلة آبار متشابهة من الناحية الجيولوجية وتكون له خصائص كيميائية تركيبية ثابتة. وأصبح المشترون الآسيويون أكثر ميلاً لشراء النوعيات التقليدية من الخام الأميركي مثل «مارس» و«بوسايدون»، أو تفضيل الخام الصخري الذي يتم ضخه من آبار محددة وحيث يكون ذا نوعية مقبولة. ويقول الخبير والمستشار في «معهد ماكنزي للطاقة» توشار تاروم بانسال: «سوف يتواصل ضخ النفط الأميركي إلى آسيا، ولكن المستوردين الآسيويين تعلموا بأنه ليس كل نوعياته متساوية في جودتها. وأصبح المشترون يتخوفون من شراء نوعيات معينة مثل «إيجل فورد», ولن يشتروا منها الكثير بعد الآن». وقررت ثلاث محطات آسيوية لتكرير النفط التي تخصصت بشراء وتكرير النفط الصخري «إيجل فورد»، التوقف عن استيراد كميات كبيرة منه بسبب مخاوف من تزايد خصائصه التركيبية سوءاً وفقاً لاستطلاع آراء أجرته مؤسسة بلومبيرج في أوساط الفرق المسؤولة عن إدارة الشركات المتخصصة. وقالت اثنتان من الشركات الثلاث التي تم استطلاع آراء خبرائها إن شحناتها التي تتراوح حجومها بين نصف مليون ومليون برميل يومياً أنتجت كميات أكبر من المشتقات المقطّرة الخفيفة مثل غاز البترول المسال. وعادة ما تلجأ شركات التكرير إلى استخدام خليط من أنواع الخام من أجل المعالجة وإجراء عملية التكرير، ويتم اختيار كل نوع من المزيج بناء على خصائصه التركيبة الكيميائية والتي تضمن إنتاج حجوم أكبر من أنواع المشتقات النفطية التي تحظى بأعلى طلب في الأسواق. وعندما لا تكون خصائص النفط في المستوى المطلوب، فإن محطات التكرير تنتج كميات أقل من المشتقات التي تبحث عنها المصافي، وتنتج في المقابل كمية أكبر من المشتقات التي لا ترغب بإنتاجها. وبناء على ما يقوله المسؤولون عن المصافي وشركات إنتاج النفط التي تباع لآسيا، فإن تغير الخصائص التركيبية الكيميائية أصبحت قضية حساسة بالنسبة لأنواع معينة من النفط الصخري وخاصة «إيجل فورد» و«الخام الوطني الأميركي الحلو». وهي الأنواع التي يتشكل منها المزيج الذي يملأ الخزانات الاحتياطية الاستراتيجية الكبرى وعلى رأسها «خزانات كاشينج» في أوكلاهوما. وتقول «فيريندرا شوهان» المحللة الخبيرة في «المعهد الاستشاري لأشكال الطاقة»: «خلافاً للخصائص التي يتميز بها نفط الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، والذي يتم إنتاجه من مكامن جيولوجية ثابتة، فإن الخام الصخري غالباً ما يتم إنتاجه من طبقات صخرية مختلفة من حيث النوعية والعمق، ويختلف في خصائصه التركيبية الكيميائية والجيولوجية». ويتألف نفط «إيجل فورد» من مزيج من النفط العادي والخام بالغ الخفّة والذي يتم تكثيفه وإنتاجه من آلاف الآبار التي تخترق تكويناً جيولوجياً يمتد من تكساس حتى المكسيك. وتتراوح كثافته بين 45 و60 درجة. وأما «الخام الوطني الحلو» فتتراوح كثافته بين 37 و42 درجة. وفي غرب أفريقيا، يتم إنتاج الخام من آبار «كوا إيبويه» النيجيرية التي تمتد داخل البحر على مسافة تبعد بين 34 و68 كيلومتراً عن الشاطئ، ويتم ضخّه إلى الأرض اليابسة عن طريق أنابيب تحت البحر متصلة بمرافئ التصدير. وفي الشرق الأوسط، يتم استخراج «خام زكوم» في أبوظبي من ثلاثة حقول ليتم ضخه بعد ذلك إلى جزيرة زركوه من أجل تصديره للخارج. والآن، تحاول شركات التكرير التوقف تماماً عن استيراد النفط الأميركي المستخرج من خليج المكسيك، بالإضافة للخام الصخري المستخرج من أماكن محددة. وتشير إحصائيات أعدتها مؤسسات خبيرة إلى أن 350 ألف برميل كان يتم تصديرها يومياً من الولايات المتحدة إلى آسيا خلال الفترة الممتدة بين بداية شهر يناير ونهاية شهر سبتمبر من العام الجاري. وهذا يعني أن آسيا كانت تشكل أهم الوجهات لتصدير الخام الأميركي خلال تلك الفترة. *محللة سنغافورية متخصصة بأسواق النفط ينشر بترتيب خاص مع خدمة (واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©