الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد بن راشد: نهضة أي مجتمع تكمن في الارتقاء بقدرات علمائه

محمد بن راشد: نهضة أي مجتمع تكمن في الارتقاء بقدرات علمائه
5 ديسمبر 2017 21:48
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» تولي العلم والعلماء أهمية كبيرة ضمن أهدافها الاستراتيجية لما لهم من دور بارز ورئيسي في دعم توجهات الدولة وتقديم المشورة العلمية والتخصصية في مشاريعها باعتبارهم ثروة وطنية تراهن عليهم في مسايرة ركب العالم المتطور. جاء ذلك خلال حضور سموه جانباً من الاجتماع السنوي الأول لمجمع محمد بن راشد للعلماء الذي عقد في متحف الاتحاد بدبي بحضور نخبة من العلماء والمتخصصين من مختلف التخصصات العلمية من المجتمع العلمي في دولة الإمارات. وقال سموه إن «نهضة أي مجتمع أو أمة تكمن في الاستثمار والارتقاء بقدرات علمائها ومفكريها وتوظيفها بشكل فاعل في تقدمها ونهضتها» وأضاف سموه: «أطلقنا مجمع محمد بن راشد للعلماء المشروع الوطني الأول من نوعه عربياً والذي سيكون المنصة الحاضنة لجميع علماء المنطقة والبيئة المحفزة للبحث والإنتاج العلمي واستشراف المستقبل». وخصصت أجندت الاجتماع لمناقشة عدد من التحديات العلمية ضمن ثلاثة محاور رئيسية وذلك لصياغة مبادرات استراتيجية للمسيرة العلمية في الدولة والعمل على خلق مجتمع علمي وصولاً لمئوية الإمارات 2071. وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بهذه المناسبة إن «هدفنا إحياء روح الإنتاج العلمي لخدمة الإنسانية وتعزيز دور العلماء في المسيرة التنموية للدولة وتشجيع الأبحاث وخلق مجتمع إماراتي علمي من مختلف التخصصات العلمية». وأضاف سموه: «منطقتنا زاخرة بإرث وتاريخ وعلماء أضافوا الكثير للإنسانية واليوم نريد علماء شبابا يواصلون الإنجازات ويقودون مسيرة الدولة التنموية والمرحلة المقبلة نحو مئويتنا». حضر الاجتماع سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم ومعالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل ومعالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة رئيس مجلس علماء الإمارات وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين. وقد كرم صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي على هامش الاجتماع الفائزين بميدالية محمد بن راشد للتميز العلمي وهي أرفع ميدالية وطنية تكرم أهل العلم من أصحاب الإنجازات والإسهامات في مختلف المجالات وتمثل شرفا علميا رفيعا لتكريم العلماء وتعزيز مكانتهم في المجتمع بحيث يصبح صاحبها قدوة ومصدر فخر للوطن. وقال سموه بهذه المناسبة إن «ميدالية التميز العلمي تكريم للعلم والعلماء فهم الداعم الرئيسي للحكومة نحو تحقيق أهدافها وريادتها عالمياً». وتعد ميدالية محمد بن راشد للتميز العلمي مبادرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتكريم العلماء والباحثين المتخصصين من أصحاب الإنجازات والإسهامات في مختلف المجالات وتعزيز مكانة العلم في المجتمع ليصبح العالم والباحث والمخترع قدوة ومصدر فخر الوطن بالإضافة إلى تشجيع وخلق بيئة تحفز على الابتكار والبحث العلمي وتأهيل جيل من العلماء والباحثين الإماراتيين وخاصة من فئة الشباب. وحاز الميدالية هذا العام كل من الدكتور سعيد الخزرجي من دولة الإمارات والدكتور حسان عرفات من المملكة الأردنية الهاشمية لإسهاماتهما في المجال العلمي والتطوير البحثي. فقد كرس الدكتور سعيد الخزرجي أبحاثه العلمية لخدمة وطنه لاسيما في تقنيات المياه العذبة والتي يمكن للدولة الاستفادة منها بشكل كبير واخترع جهازاً له القدرة على امتصاص المياه من رطوبة الجو في حاويات مخصصة من دون الحاجة للطاقة الكهربائية وباستخدام مادة كيميائية ذات استجابة حرارية خاصة تمكنه من امتصاص جزيئات الرطوبة من الهواء عند انخفاض درجات حرارة الجو وإطلاقها تلقائياً على هيئة مياه عند ارتفاع درجات الحرارة للاستفادة من هذه المياه في ري المحاصيل الزراعية ما يحد من ظاهرة نضوب مياه الري في بعض المناطق الزراعية في الدولة علاوة على أن هذا الاختراع يخفف من نسبة الرطوبة في الأماكن التي يستخدم فيها. حصل الخزرجي على جائزة راشد للتفوق العلمي في دورتي العام 2008 و2012 وله قرابة خمسين مقالاً علمياً منشوراً في مجلات علمية مرموقة تتناول مواضيع علمية متنوعة. بدأ الدكتور سعيد آل حسن الخزرجي مسيرته العلمية في عام 1999 حيث تخصص في الهندسة الكيميائية ونبغ في التحصيل العلمي حتى حصل على شهادة الدكتوراة في عام 2011 من الولايات المتحدة الأميركية ويعمل حاليا أستاذا مساعدا في الهندسة الكيميائية ومدير مركز أبحاث الغاز في المعهد البترولي بأبوظبي التابع لجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث. أما الدكتور حسان عرفات فله إسهامات عديدة في مجال تطوير التكنولوجيات الخاصة بتحلية المياه ومعالجتها بالاعتماد على الطاقة المتجددة وبما يتماشى مع التوجهات والأهداف الوطنية وذلك بالتعاون مع باحثين من معهد مصدر في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا بأبوظبي وباحثين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة. عمل الدكتور عرفات على تطوير أسلوب جديد لتحلية المياه يسمى بالتقطير الغشائي والذي يسمح بإنتاج المياه العذبة من مياه البحر باستخدام طاقة حرارية منخفضة وبما قد يسهم مستقبلا في توفير حل منخفض التكلفة وفعال لاحتياجات المستخدمين في المناطق النائية. اشتهرت اسهامات الدكتور عرفات في مجال تحلية المياه على الصعيد الدولي وأصدر كتابا حول تحقيق الاستدامة في تحلية المياه هو الأول حول هذا الموضوع في العالم كما ساهم بأكثر من 220 مقالة علمية منشورة في مجلات دولية متخصصة ومؤتمرات عالمية وحصل على براءتي اختراع من الولايات المتحدة في عام 2015 وعام 2017 لتقنيات خاصة بتحلية المياه، وأشرف خلال مسيرته المهنية على 29 من طلاب الدراسات العليا وباحثي ما بعد الدكتوراة. حصل الدكتور عرفات على شهادة الدكتوراة في الهندسة الكيميائية من جامعة سينسيناتي بولاية أوهايو الأميركية والبكالوريوس في الهندسة الكيميائية من الجامعة الأردنية في موطنه الأردن ويعمل حالياً كأستاذ جامعي برتبة بروفيسور في قسم الهندسة الكيميائية في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث بأبوظبي ويترأس مجموعة بحوث الأغشية وتحلية المياه المستدامة فيها. من جانبها أوضحت معالي سارة بنت يوسف الأميري أن الاجتماع السنوي لمجمع محمد بن راشد آل مكتوم يأتي استجابة لرسالة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والتي وجهها مؤخرا للمجتمع العلمي في الإمارات والتفاعل معها حيث تتمحور جميع النقاشات والمحاور حول تعزيز موقع ومكانة الإمارات في المجتمع العلمي العالمي والإنتاج المعرفي وبما يدعم تحقيق مئوية الإمارات 2071. و حول الميدالية أكدت معالي سارة الأميري أن ميدالية محمد بن راشد للتميز العلمي تكريم لأفضل الإنجازات والأبحاث في التخصصات العلمية وهي أسمى درجات التكريم الوطني لمن يساهمون في خدمة العلم والإنسانية وتقديم حلول مبتكرة للتحديات العلمية. و فيما يختص باختيار الفائزين ذكرت الأميري أنه «تم اختيار الفائزين لهذا العام من خلال لجنة متخصصة من العلماء والتي قامت بتقييم المرشحين وتم اختيار الفائزين من بين 50 عالماً ومتخصصاً وفقا للمعايير المعتمدة في المجمع فيما سيتواصل التكريم خلال السنوات المقبلة». ويتم منح الميدالية سنوياً للعلماء والباحثين الذين كانت لهم إسهامات في المجتمع العلمي محلياً وعالمياً وكان لإنتاجهم البحثي دور في إثراء الساحة العلمية على مختلف الأصعدة. ويأتي الاجتماع السنوي لمجمع محمد بن راشد للعلماء استجابة لرسالة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والتي وجهها للمجتمع العلمي في الإمارات وتم تخصيص ثلاثة محاور رئيسية لجلسات محور العلوم الصحية ومحور الهندسة والتكنولوجيا ومحور العلوم الطبيعية للخروج بمبادرات ووضع التصورات وتطوير خطط ومبادرات علمية وبما يسهم في تحقيق الاستراتيجيات والأهداف الوطنية ويثري الساحة العلمية محليا وعالميا. ففي محور العلوم الصحية تمت مناقشة احتياجات وتحديات القطاع الصحي لدولة الإمارات وكيفية إسهامها في تحقيق رؤية القيادة العليا وفرص التنمية وآلية الاستثمار فيها إلى جانب توظيف الذكاء الاصطناعي والابتكار في البحوث العلمية وتوظيفها بشكل استراتيجي ومنهجي. و تناول محور الهندسة والتكنولوجيا ضمن جلساته عددا من المواضيع العلمية توزعت حول التكنولوجيا الحيوية وتطوير البنية التحتية الصناعية والتكنولوجيا إلى جانب العلوم الرقمية والتطبيق وعلوم الاستدامة والتطبيقات، في حين ناقش الحضور التحديات التي يواجهها قطاع العلوم والتكنولوجيا في الدولة وبحث سبل تطويره. و تضمن محور العلوم الطبيعية ضمن الجلسات مناقشة عدد من الأطروحات والتساؤلات العلمية ووضع تصورات حول كيفية إسهام مجالات العلوم الخاصة في تحقيق رؤية الإمارات للاكتشاف العلمي وآلية استقطاب العلماء للانضمام إلى مجتمع العلوم الطبيعية في دولة الإمارات إلى جانب تطوير سياسات جديدة تساعد على الابتكار وتشجيع البحوث العلمية. و جرى استعراض جميع النقاشات والأفكار في ختام الجلسات وعرض حزمة من المبادرات والمشاريع التي من شأنها تطوير سياسات وبرامج في المجال العلمي وسيقوم المجمع بدراستها والإعلان عنها خلال الفترة القادمة. ويعتبر «مجمع محمد بن راشد للعلماء» أحد مبادرات مجلس علماء الإمارات والذي تم الإعلان عنه ضمن خطة ومبادرات المجلس بهدف إيجاد مجتمع علمي في الدولة من مختلف التخصصات وتعزيز دور العلماء في مسيرة الدولة التنموية إلى جانب استشراف تطور المجالات العلمية والتكنولوجية لصناعة مستقبل. ويضم المجمع نخبة من العلماء والباحثين من المجتمع العلمي ليتم إنشاء قاعدة علمية ومعرفية وبناء قدرات بحثية وطنية فيما يكون الانتساب إلى المجمع شرفا علميا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©