الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أمازيغ ليبيا يقاطعون انتخابات هيئة إعداد الدستور

18 يوليو 2013 00:57
طرابلس (وكالات) - قرّر المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا، أمس، مقاطعة انتخابات الهيئة التأسيسية التي ستعد دستور البلاد الجديد، وذلك احتجاجاً على نسبة تمثيل المكونات ذات الخصوصية اللغوية والثقافية في هذه الهيئة. واعتبر المجلس في بيان أن القانون المتعلق بهذه الهيئة والذي أقرّه البرلمان أمس الأول، تجاوز الأمازيغ وتجاهلهم بشكل غير ديمقراطي. وكان أعضاء البرلمان عن الأمازيغ انسحبوا من جلسة التصويت على مشروع القانون، فيما تؤكد مصادر مقرّبة من رئاسة البرلمان أن هؤلاء الأعضاء بصدد تقديم استقالة جماعية إذا لم يتم إعادة النظر في القانون. يشار إلى أن القانون المذكور نصّ على تخصيص 6 مقاعد للمكونات الثقافية واللغوية بحيث يخصّص مقعدين للأمازيغ وآخرين للطوارق، ومثلهما للتبو، إلى جانب تخصيص 6 مقاعد للنساء. وبموجب القانون نفسه فسيتم توزيع المقاعد الـ 60 على 3 دوائر رئيسية، 20 مقعداً في المنطقة الشرقية، و20 في المنطقة الغربية، و20 في المنطقة الجنوبية. وكان المؤتمر الوطني العام في ليبيا قد أقر أمس الأول قانون انتخاب الجمعية التأسيسية التي ستضع دستوراً جديداً بعد الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011. وقال أعضاء بالمؤتمر إن اللجنة الدستورية تضم 60 عضواً سينتخبون انتخاباً شعبياً مباشراً وسيضعون الدستور في 120 يوماً. ولكل من أقاليم ليبيا الثلاثة طرابلس وبرقة وفزان 20 عضواً من الستين على غرار نموذج الحصص المتساوية الذي اتبع عند تشكيل لجنة وضع الدستور عند استقلال ليبيا عام 1951. وتحتاج ليبيا بشدة إلى حكومة ونظام حكم مستقرين حتى تستطيع التركيز على إعادة البناء ومعالجة جراح الانقسام التي نكأتها حرب 2011. ويتعين على من سيضعون الدستور أن يأخذوا في اعتبارهم التنافس السياسي والقبلي ودعوات المزيد من الاستقلال في الشرق عند اختيار النظام السياسي للبلاد. وسيطرح الدستور للاستفتاء الشعبي. وتأجلت محاولات كتابة الدستور الجديد مراراً بسبب التشاحن السياسي داخل المؤتمر الوطني العام الذي انتخب في يوليو تموز الماضي لمدة 18 شهراً في أول انتخابات حرة تشهدها ليبيا منذ ما يقرب من 50 عاماً. ومعظم أعضاء المؤتمر مهنيون أو معارضون سابقون في الخارج يفتقرون إلى الخبرة السياسية والمعرفة بإدارة الحكومات والدول. وقال مسؤولون إن المرشحين سيخوضون الانتخابات كأفراد لا يمثلون أي أحزاب سياسية. وقال عمر حميدان المتحدث باسم المؤتمر الوطني العام إن مقر اللجنة سيكون في بلدة البيضاء. ولم يعلن موعد الانتخابات لكن من المتوقع أن يستغرق تنظيمها ستة أشهر. وقال عضو بالمؤتمر إن شروط الترشح هي ألا تقل سن المرشح عن 25 عاماً وألا يكون حاملاً لأي جواز سفر غير جواز السفر الليبي. وعلى صعيد آخر قال جمعة عتيقة نائب رئيس المؤتمر الوطني العام إنه قرر الاستقالة لأسباب شخصية. من ناحية اخرى قالت وزيرة السياحة الليبية إكرام عبدالسلام باش إمام إن مجمع باب العزيزية الذي كان يتحصن فيه الزعيم الراحل معمر القذافي في طرابلس وتحدى من داخله القوى الغربية وعزل نفسه فيه عن شعبه سيحول إلى متنزه عام. ويشغل مجمع باب العزيزية المترامي الأطراف مساحة ستة كيلو مترات مربعة وكان يضم حوضاً للسباحة، وملاعب رياضية، ومساكن فاخرة لكبار المسؤولين، وعدة حدائق، ومخبأ حصيناً تحت الأرض، ومكاتب حكومية، ومقاراً لجهاز الأمن الذي كان مرهوب الجانب. ويقول بعض السكان إنهم كانوا يخافون النظر إلى المجمع لدى مرورهم بالقرب منه بسياراتهم ليتفادوا تحرش رجال الأمن. لكن الثورة التي أطاحت بالقذافي حولت مجمع العزيزية إلى أنقاض. وقالت الوزيرة خلال مؤتمر صحفي إن السلطات ستبدأ قريباً نقل الأنقاض من باب العزيزية وإجراء عملية مسح أمني للمنطقة. وأضافت أن المنطقة ستتحول إلى مساحة خضراء وعبرت عن أملها في أن تبدأ العلامات الأولى للمشروع في الظهور في غضون شهرين. وقصفت طائرات أميركية المجمع عام 1986 رداً على تفجير ملهى ليلي في برلين يشتبه أن ليبيا كانت ضالعة فيه. ثم قصف المجمع وتحول إلى أنقاض عام 2011 عندما ضربته طائرات حربية تابعة لحلف شمال الأطلسي بالقنابل لتساعد قوات المعارضة في السيطرة على طرابلس. وتدفق مقاتلو المعارضة بعد ذلك إلى داخل المجمع حيث حطموا تماثيل وأحرقوا خيام القذافي البدوية واستولوا على كميات من الأسلحة. ولا تزال أسماء الكتائب التي سيطرت على مجمع العزيزية مكتوبة بالطلاء على الجدران في مختلف أنحاء المجمع. وخلال ساعات بدأ المواطنون العاديون يتدفقون عبر الأسوار الخرسانية العالية التي كان محظوراً عليهم الاقتراب منها ليتفقدوا المساكن الفاخرة وينهبوا أجهزة التلفزيون المسطحة أو لمجرد أن يحتفلوا بسقوط القذافي. كما نقل إلى مدينة مصراتة الساحلية التي صمدت أمام حصار من قوات النظام السابق لثلاثة أشهر تمثال قبضة مذهبة تسحق طائرة حربية أمر القذافي بوضعه أمام مبنى تعرض للقصف عام 1986 وسماه “بيت المقاومة”. وانتقلت بضع عشرات من العائلات بعد ذلك للإقامة في مبان لم تهدم وسط أكوام الأنقاض الضخمة في باب العزيزية لكن المكان امتلأ سريعاً بعد ذلك بتلال من القمامة المتراكمة. وقالت الوزيرة إكرام عبدالسلام باش إمام إن العائلات التي تقيم في باب العزيزية ستنقل إلى مساكن جديدة بعد شهر رمضان. لكن مستقبل المتنزه العام على المدى البعيد ليس مضموناً بأي حال في بلد ما زال فوضوياً وتديره حكومة انتقالية ضعيفة. وقالت الوزيرة إن باب العزيزية سيظل متنزهاً عاماً لحين وضع تخطيط نهائي للمدينة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©