الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المليشيات الإيرانية أكبر تهديد لكيان مجلس التعاون الخليجي

13 نوفمبر 2017 03:12
أبو ظبي (الاتحاد) ناقشت الجلسة الثانية لملتقى أبوظبي الاستراتيجي الرابع تحت عنوان «النار واللهب.. تفكيك شيفرة إيران»، أهمية وجود رؤية مشتركة لدول المنطقة، وكيفية فهم الواقع مع إيران، في ظل تصاعد تدخلاتها المستمرة، وتوغلها في العراق وسوريا ولبنان واليمن. كما تناولت محاولات إيران المستمرة لتصدير أزماتها الداخلية إلى الخارج، حيث ركز المتحدثون على ثلاث أزمات رئيسة تعيشها إيران، وهي أزمة النموذج المتمثلة في عدم قدرة طهران على إنتاج نموذج سياسي أو اقتصادي كدولة، وأزمة الهوية، باعتمادها على المركب القومي الديني «الإيراني الشيعي»، وأزمة بناء نموذج القوة، حيث يكمن الخلل هنا في النظرة الأحادية الإيرانية للقوة بانها تنحصر في القوة الصلبة، دون الأخذ بعين الاعتبار الأشكال الأخرى للقوة. ورأى بعض المشاركين أن إيران تتصرف في المنطقة وفقاً لخلطها بين الاستراتيجيات الدفاعية والهجومية، دون أن تمتلك رؤية واضحة المعالم، وأشار متحدثون إلى أن السلوك الإيراني واضح للغاية، لكن الاستراتيجية العربية غائبة في مواجهة هذا السلوك حيث لم تتخذ دول مؤثرة، مثل مصر ودول المغرب العربي موقفاً حاسماً من السياسات الإيرانية في المنطقة، بينما تحاول إيران تصدير ما تسميه نموذجها الثوري إلى خارج محيطها كاستراتيجية دفاعية بحد ذاتها بسبب استشعارها لخطر يتهدد وجودها. ورأي الأكاديمي د. خالد الدخيل، أن خطة إيران ومطامعها في المنطقة غاية في الوضوح، فهي تحتل بميليشياتها العراق وسوريا واليمن ولبنان، وأضاف أن المليشيات هي أكبر صدر يهدد مفهوم الدولة، وذكر أن إيران تحدد هويتها على أساس المذهب، كما هو منصوص في الدستور الإيراني. ورأى أن إيران ليست بالقوة الكافية لمحاربة دول العالم العربي، ولكن الانقسامات والفراغ والاختراقات هي التي جعلت العالم العربي مخترقاً. وقال إن إيران تدعم قوة عسكرية في سوريا وميليشيات الحوثي، بالإضافة إلى ميليشيات «حزب الله» في لبنان. وذكر الدخيل أن الاتفاق النووي لم يحسن من سلوك إيران في المنطقة، بل على العكس أصبحت مثالاً هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، وازدادت من صعوبة المفاوضات معها. وانتقد بعض الدول العربية التي لا تستطيع أن تتخذ موقفاً سياسياً موحداً لضمان الحفاظ على التحالف العربي، وعدم اختراق إيران للصف العربي. ورأى أن عدم الاتحاد الكامل بين الإخوة العرب يضعف الجبهة أمام إيران ويزيد من قوتها. ودعا إلى زيادة التقارب في وجهات النظر العربية للتقارب في وجهات النظر وتكوين رأي عربي وجبهة عربية غير مخترقة تزيد من قوة إيران في المنطقة. وقال أليس فتيكا الزميل بمعهد الشرق الأوسط بواشنطن، إن السياسة الإيرانية لا تساعد على إرساء الاستقرار في منطقة الخليج، كما أن الحرب بالوكالة لن ترسي الأمن، وقال إن هناك آثاراً كبيرة لما تفعله إيران في المنطقة، ورأى أن إيران ستخسر كثيراً بتطبيقها سياسة المليشيات بدلاً من التفاوض السياسي، فالحروب بالوكالة التي تخوضها في عدة دول عربية تزيد من الأزمة ولا تحلها. فيما أكد الدكتور سلطان النعيمي خبير الشؤون الإيرانية وعضو هيئة تدريس جامعة أبوظبي أن إيران تتعامل بمصلحتها، فالنظام الإيراني على الرغم من كل الشعارات يتعامل مع أميركا وإسرائيل في استيراد السلاح، كما حدث أثناء الحرب العراقية الإيرانية. وأضاف النعيمي أن النظام الإيراني كان يسعى إلى البرنامج النووي والسلاح، ولكن حينما فرضت عليه العقوبات المالية القاسمة للظهر، ونتحدث هنا عن التحويلات المالية على تصدير النفط، فكر بالمنطق وفضل مصلحته. وأكد في تصريح خاص لـ«الاتحاد»، أن النظام الإيراني الذي يتغنى بالشعارات لا يعمل بها، وبالتالي يجب أن نبحث عن الأدوات التي تجعل النظام الإيراني يستيقظ، ويبحث عن الأدوات التي في مصلحته. فالأدوات لتحقيق هذا الأمر تكمن بتعزيز الجبهة الداخلية، وعدم إعطاء فرصة النظام الإيراني أن يستغل الميليشيات والأقليات والنقطة الثانية هو أن لدى الدول العربية علاقات اقتصادية قوية جداً مع الغرب الذي يسعى دائماً لتحقيق الأمن والاستقرار. ورأى النعيمي أنه لا بد من عدم ترك أي ثغرة للنظام الإيراني للمرور منه، وأكد أن النظام الإيراني يستغل كل نفوذه في المنطقة لخدمة مصلحته فإذا ما كانت القيادة القطرية تشكل فعلاً أزمة كبيرة لمنظومة دول التعاون الخليجي وأمن الخليج إذاً لا بد أن نحل هذا الأمر من جذوره، ولا بد أن ندرك أن لدينا مشتركات فيما يتعلق بالتهديد الخارجي وهو تهديد النظام الإيراني. وذكر مجدداً أن دول المنطقة لا بد أن تتعلم من التاريخ فحينما دخلت إيران إلى لبنان والعراق ولبنان وسوريا ماذا حدث، فالنظرة الاستراتيجية لأمن الخليج عاجلاً أم آجلاً سيقوم بحل هذه الأزمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©