الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مواجهة فيروس القلق

20 ديسمبر 2016 23:09
الإنسان يتعرض يومياً للكثير من المثيرات المسببة للقلق والتوتر وللمزيد منها، حتى أصبحت حياته كالجوهرة الكامنة داخل صخرة القلق وتفاصيلها كاللؤلؤ المسجون داخل جلمود التوتر، وأمام هذا الفيروس النفسي تتناقص فرص السعادة، بل وتنتهى تدريجياً. لذلك وجب على الإنسان محاربة هذا الفيروس بشتى الطرق الممكنة بوعي منه أو من دون وعي، حتى يستطيع التحكم بحياته وعدم تركها لعوامل التعرية النفسية التي تشوهها داخلياً وخارجياً، ومن أشهر وأهم تلك الطرق التي يدافع بها الإنسان عن نفسه.. ميكانزمات الدفاع، وهي كثيرة متنوعة تحدث بوعي أو من دون وعي من قبل الإنسان، ومنها: سلاح الإنكار، حيث يقوم الإنسان هنا بإنكار المثيرات المسببة للقلق أي ينكر وجودها، وينكر كل ناتج عن حدوثها ليرى العالم جميلاً ممتعاً، فيخفف عن ذاته حدة الألم الناتج عن التوتر والاضطراب، وهذا السلاح يستخدمه الإنسان في حربه ضد مثيرات القلق من دون وعي منه من دون تحكم، فهو سلاح تلقائي أولي، ومثال ذلك المرأة التي تترك كرسي زوجها على مائدة الطعام بعد موته، بل وتقدم له ما تشتهي الأنفس يومياً وكأنه لم يفارق دنيانا، انظروا أيضاً لمن أجرى عمليه جراحية بالقلب وينكر توصيات الأطباء ويعود لحياته وكأنه جواد يشق رمل الصحراء، كل ذلك إنكار للواقع يحد من توتر النفس ويجعلها تتقبل الحقائق تدريجياً. وسلاح الإسقاط من أخطر الأسلحة التي يستخدمها الإنسان للدفاع عن نفسه أمام مثيرات القلق والتوتر، حيث يقوم الإنسان بإسقاط كل ما به من عيوب أو صفات غير مرغوب فيها على الآخرين، فهي عيوب مكتسبة منهم دون إرادته، فهذه هي حتميات المجتمع، أما هو فبريء تماماً من أي عيب أو نقص وهو يكذب، يعظم عيوب الآخرين ويظهر الإنسان نفسه أمام نفسه بهذا السلاح رمزاً للأخلاق والفضيلة والإفراط في استخدامه، يوصل صاحبه لشعور الاضطهاد من الآخرين وشعور التفرد والعظمة لهذا. دافع عن نفسك أمام فيروس القلق، ولكن لا تفرط في استخدام أسلحتك حتى لا تنعزل عن العالم نهائياً، وتترك وراءك إنساناً محطماً. مصطفى حامد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©