الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

صور ماثيو هاتين تحكي قصص الناس الكامنين خلف مشروبك

صور ماثيو هاتين تحكي قصص الناس الكامنين خلف مشروبك
20 سبتمبر 2018 01:00

غالية خوجة (دبي)

للقهوة قصص وحكايات وقصائد، تفوح مع الأزمنة والأمكنة، لتعطّر الذكريات والمخيلة، ولأنها من موروثنا الإنساني، والعربي خصوصاً، نلاحظ كيف نحتفي بطقوسها، في البيت، مع الأهل والجيران، في المقاهي، والمطاعم، والمكاتب، مع الطبيعة، في كل مكان وفي أعماقنا أيضاً.
ولرائحة القهوة ومذاقها ذاكرة تخص كلاً منا، وربما تردد مع محمود درويش: «أحن إلى خبز أمي وقهوة أمي»، وهذا الارتباط بين الأم والوطن والقهوة والقصيدة والموسيقى، يجعل الاقتراب من هذه الطقوس حالة مميزة، سواء في إعداد القهوة، أو أثناء تناولها، أو المرور بين أشجارها.
ضمن هذه الرائحة، ودلالاتها، افتتح أول من أمس، معرض (القهوة ـ والناس الذين خلف مشروبك)، للفنان الفوتوغرافي ماثيو هاتين، في غاليري «الربع الخالي» بقرية البوابة، المركز المالي العالمي بدبي، ويستمر إلى17 أكتوبر المقبل.
والفنان ماثيو هاتين، مولود في فرنسا، لكنه عاش وعمل في ألمانيا وإنجلترا، ثم انتقل إلى غواتيمالا، ليبدأ حياة جديدة مع الناس والكاميرا وفن التصوير، مهتماً بما ترويه اللقطة والمشاهد عن البعد الغائب لتلك العلاقة بين الإنسان والطبيعة، ليكون بعداً حاضراً، تجسده القهوة، بنباتاتها ومزارعيها والعاملين في مجالها، حتى أولئك الأطفال الذين يجمعون الثمار في سلالهم، وهم سعداء، والنساء القاطفات لثمار البن، والطبيعة الخضراء بأوراقها المخبئة للثمار وكأنه كنز ثمين.
يلتقط الفنان ماثيو هاتين (ما وراء كواليس القهوة)، ليذكر الناس المغرمين بها، كيف يهتم هؤلاء الناس بمراحل هذه الثمرة، ودورة حياتها، بين النمو والحصاد، وكيف يبذلون العاطفة مع الطاقة والجهد الشديد، لتصل الحبوب إلى العالم الذي لا يعلم، تماماً، عن تفاصيل حياتهم، وكيف أن زراعة البن هي من يومياتهم الأساسية، لأنها مصدر دخلهم الوحيد.
أمّا لماذا غواتيمالا؟
فربما لأنها تشتهر بإنتاج نوع مميز من البن، يساعدها في إنجاز ذلك مناخها المتنوع، وتربتها الغنية، وارتفاعاتها الجميلة التي تفضلها نباتات البن، التي تبدو، من هناك، كما لو أنها فيلسوف يمكث متأملاً هذا العالم.
وتتابع صور ماثيو هاتين حكاية مجتمع القهوة الغواتيمالي المتنوع اجتماعياً وثقافياً حتى التناقض أحياناً، إلاّ أن زراعة البن تجمعه، موضحاً كيف تسافر بعض العائلات مئات الكيلومترات في موسم الحصاد، إضافة إلى اهتمام المنتجين بهذه الثروة، ومعاناتهم، وكذلك مساهمة أصحاب المصانع والعاملين فيها، الذين لا يتمتعون كثيراً بمذاق القهوة ورائحتها، كما نفعل نحن، وهذا ما تختزله صور المعرض التي تركّز على توريث هذه المعرفة.. بدءاً من رعاية البن بالشغف، وصولاً إلى حصادها الذي لا يفارقه الصبر الجميل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©